أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن القيادي الفلسطيني د. محمد الخضري (81 عاما) ونجله “هاني”، المعتقلان منذ أكثر من عام في سجون آل سعود، محرومان من الاتصال بمحام، ويتعرضان لانتهاكات جسيمة في إطار حملة قمعية تشنها سلطات المملكة.
وأكدت المنظمة، في بيان، اليوم الأحد، أن الرجلين يتعرضان لانتهاكات جسيمة لحقوقهما الإنسانية، بما في ذلك تعرضهما لـ “الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي في الحبس الانفرادي”.
وأشارت إلى مخاوف جدية بشأن صحة “الخضري” المُصاب بمرض السرطان.
ودعت “أمنستي” العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ضمان الإفراج عن “الخضري” فورا دون قيد أو شرط، وأكدت على ضرورة توفير الحماية له، ومنحه الرعاية الطبية المناسبة على الفور.
وكان حساب معتقلي الرأي على “تويتر”، الذي يتابع ملف المعتقلين في السجون السعودية، أعلن أنه سيتم تقديم “الخضري” وعدد من الشخصيات الفلسطينية والأردنية للمحاكمات في المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض الشهر المقبل، بتهمة دعم كيان إرهابي، ويقصد به دعم “المقاومة” الفلسطينية.
وأعرب رئيس الدائرة الإعلامية في حماس بالخارج “رأفت مرة”، سابقا عن تخوفه بشكل كبير على صحة المعتقلين الفلسطينيين في السعودية بسبب انتشار وباء كورونا، ولفت إلى أن الحركة وجهت رسائل للسلطات السعودية مباشرة وعبر عدة قنوات أيضا.
وعادة لا تعلن المحاكم بالسعودية تفاصيل كثيرة عن جلساتها، ولا تبثها ولا تعلن أسماء المتهمين في القضايا.
واعتقلت سلطات آل سعود في أبريل/نيسان 2019، 62 فلسطينيا دون أن توجّه إليهم بداية أية تهمة، من بينهم ممثل حماس في السعودية د. محمد الخضري ونجله “هاني”، لكنها عادت ووجهت إليهم في مارس/آذار 2020، تهمة دعم “كيان إرهابي”، في إشارة للمقاومة الفلسطينية.
والخضري (81 عاما)، يعاني من “مرض عضال”، وهو طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة. وشارك في المقابلة التي جمعت بين العاهل الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم حركة حماس آنذاك الشهيد أحمد ياسين، عام 1998.
وكشفت مصادر حقوقية عن تدهور خطير على صحة القيادي الخضري.
وذكر حساب “معتقلي الرأي” أن سلطات آل سعود نقلت في يونيو المنصرم، هاني الخضري إلى الزنزانة التي يوجد فيها والده وذلك نظراً لتدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على الحركة وخدمة نفسه مؤخراً.
وأعلن نائب رئيس حركة حماس في الخارج، محمد نزال، أن سلطات آل سعود منعت أسر المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة من زيارة ذويهم خلال عيد الفطر المبارك.
وأشار “نزال” في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”، إلى أنه تم السماح لكل معتقل بالاتصال مع أسرته لمدة 5 دقائق فقط، كما سُمح لنجل “محمد الخضري” بالإقامة في زنزانة والده المريض “لمساعدته وتلبية حاجاته، لعدم قدرة والده على التحرّك”.
ومؤخرا قال رئيس حماس إسماعيل هنية: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في المملكة لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.
وعدّ المحاكمات السعودية واللوائح الموجهة للمعتقلين مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.
وتابع: المعتقلين في المملكة كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة جزءًا من أمننا القومي.
وذكر هنية أن المعتقلين في المملكة يحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية.