تعقد الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي في مقرها في جدة، اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الاعضاء في المنظمة، اليوم الاثنين، لبحث الموقف مما تشهده القضية الفلسطينية والقدس المحتلة عقب إعلان الإدارة الأمريكية عن خطة صفقة القرن قبل أيام.
ودعت دولة فلسطين إلى الجلسة الاستثنائية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تعد ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، حيث تضم في عضويتها سبعًا وخمسين دولة.
ومن المقرر أن يتم في الاجتماع اعتماد قرار من قبل المنظمة شبيها بالقرار الذي اعتمد على مستوى الجامعة العربية، يؤكد موقف منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء من رفض ما يسمى “صفقة القرن” الأميركية الإسرائيلية.
وسيعقد الاجتماع وسط شواهد على إضعاف ممنهج من نظام آل سعود لمنظمة التعاون الإسلامي بعد أن أفرغها من مضمونها وأضعف مكانتها بفعل مواقفها وقراراتها الهزيلة.
وتظهر منظمة المؤتمر الإسلامي لا حول لها ولا قوة وليس لها أي قيمة أو أي حراك أو أي دور على صعيد العالم الإسلامي، بل أصبحت مهمشة وتكتفي فقط بإصدار بيانات بإيعاز من نظام آل سعود.
وتوفر المملكة للمنظمة الإسلامية المقر الرئيسي وتغطي نفقاتها المالية ما جعلها صاحبة الدور الأبرز في تعطيل تفعيل المنظمة التي تأسست على أرضية حرق المسجد الأقصى لكنها تحولت إلى منظمة هامشية ضعيفة.
فضلا عن ذلك فإن نظام آل سعود استخدم منظمة المؤتمر الإسلامي لخدمة أجنداته ومواقفه ومحاربة خصومه من داخل الدول الأعضاء في المنظمة.
أضافة إلى ذلك فإن نظام آل سعود كثيرا ما دفع المنظمة لإصدار بيانات تؤيده بشكل مجحف من ذلك إصدار المنظمة بيانا يؤيد الأحكام الابتدائية التي أصدرتها المحكمة الجزائية بالمملكة بشأن قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي رغم إدانتها عالميا.
كما يستخدم نظام آل سعود استضافة المملكة المقر الرئيسي للمنظمة الإسلامية في خدمة توجهاته ومصالحه السياسية واستخدامها كأداة ضغط على الدول الأعضاء في المنظمة.
وبهذا الصدد أعلنت الخارجية الإيرانية أن الرياض منعت وفدها من المشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المقرر اليوم.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن بلاده تلقت دعوة من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، للمشاركة باجتماع جدة اليوم إلا أن حكومة آل سعود التي تستضيف سكرتارية المنظمة، رفضت منح تأشيرة الدخول لوفد إيراني برئاسة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري للمشاركة في الاجتماع.
واتهمت الخارجية الإيرانية الرياض بـ”خرق تعهدات الدولة المضيفة لهذه المنظمة الدولية والمبادئ المصرح بها حول آلية عمل هذه المنظمات بشأن ضرورة ضمان المشاركة الحرة للدول الأعضاء في كافة الأنشطة”.
وقال موسوي إن المملكة شددت خلال الأشهر الأخيرة، إجراءات رفض مشاركة وفود من دول إسلامية، منها إيران، في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي في جدة، لكنه لم يسم تلك البلدان.
كما اتهم المملكة بـ”استغلال استضافة منظمة التعاون الإسلامي وتوظيفها بشكل غير لائق لأجل تأمين مصالحها وطموحاتها السياسية”، كاشفا عن أن الخارجية الإيرانية أرسلت “رسالة احتجاج رسمية للأمانة العامة للمنظمة”.
وأضاف أن صلاحية المملكة في استضافة مقر منظمة التعاون الإسلامي “أصبحت محل شكوك جادة”.