إقرار بالهزيمة..السعودية تطلب منطقة عازلة مع اليمن مقابل وقف الحرب
تطلب سلطات آل سعود بعد 6 سنوات من الحرب على اليمن، منطقة عازلة مع الجارة العربية مقابل وقف الحرب على البلد الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة إن المملكة أبلغت جماعة الحوثي في اليمن في محادثات رفيعة المستوى بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافقت الجماعة المتحالفة مع إيران على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة.
في المقابل وإذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك أكبر انفراجة في الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية منذ أن بدأ الصراع في عام 2014. ويُنظر إلى الصراع على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين الخصمين اللدودين السعودية وإيران.
وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في حملته الانتخابية بوقف مبيعات الأسلحة للسعودية، أكبر مشتر للأسلحة الأمريكية في الشرق الأوسط، للضغط على الرياض لإنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لكن المصادر قالت لـ”رويترز” إن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن وأكبر مناطقه المأهولة بالسكان، قد يكونون أقل استعداداً للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب.
في المقابل تعتبر واشنطن والرياض الجماعة اليمنية امتداداً للنفوذ الإيراني في المنطقة.
ولم يرد متحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية ولا متحدث باسم الحوثيين على طلبات للتعليق.
وقال مصدران إن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات افتراضية، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبدالسلام كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤول سعودي أكبر.
كما ذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيداً من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.
في حين تريد الرياض من قوات الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية. وفي المقابل، ستخفف المملكة حصاراً جوياً وبحرياً في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، والذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.
وقتل أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الحرب في اليمن في مارس/ آذار عام 2015 بينهم 12 ألف مدني، حسب بيان لمنظمة “موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث ACLED” التي تشير أيضا إلى أن 85 ألف شخص ماتوا نتيجة المجاعة التي سببتها الحرب.