فضيحة تثبت الفساد المالي في ملف الحج والعمرة تحت إدارة السعودية
أثبتت فضيحة محاكمة سفير سعودي سابق حدة تفشي الفساد المالي في ملف الحج والعمرة تحت إدارة السعودية بما يعزز الدعوات المستمرة منذ سنوات لتدويل إدارة الحرمين.
إذ حكمت محكمة في السعودية بسجن سفير سابق لمدة 6 أعوام وغرامة مالية مع مسؤولين على خلفية تورطهم بقضايا فساد واستغلال الوظيفة العامة، تضمن بيع تأشيرات عمرة.
وقالت صحيفة “عكاظ” المحلية إن السفير السابق (لم تذكر اسمه) غرم بـ300 ألف ريال (80 ألف$)، لإدانته باستغلال وظيفته وبيع تأشيرات عمرة.
وأوضحت الصحيفة أن الدبلوماسي أدين بالسجن عق ثبوت استغلال منصبه في السعودية وتلقيه رشى أثناء عمله بإحدى الدول، لقاء تأشيرات لأداء العمرة.
وهزت قضايا فساد جديدة من العيار الثقيل المملكة العربية السعودية، حيث تم اعتقال 172 موظفا في وزارات سيادية في المملكة في الأشهر الأخيرة.
وجرى اعتقال هؤلاء الموظفين من قبل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة) بعد أن فاحت رائحتهم في أنحاء السعودية.
وقالت الهيئة أنها ألقت القبض على 172 متهما في الفترة بين منتصف أكتوبر الماضي ونوفمبر الجاري.
وأوضحت في بيان لها صباح اليوم السبت أنها نفذت 6061 جولة رقابية، وحققت مع 512 شخصا.
وبينت أن المتهمين الموقوفين ينتمون إلى جهات عدة، منها وزارات الدفاع، والداخلية، والحرس الوطني، والخارجية إضافة إلى وزارة الصحة، والرئاسة العامة، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشارت هيئة الرقابة في السعودية إلى أن أبرز جرائم هؤلاء متعلقة بالفساد المالي والإداري مثل الرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي وإساءة استخدام السلطة والتزوير.
كما دعت (نزاهة) إلى الإبلاغ عن أي شبهات فساد مالي أو إداري لحماية الأمن والمال العام في السعودية.
وتعمد السلطات السعودية إلى توظيف منابر الحرمين في خدمة سياساتها وتوجهاتها الداخلية والخارجية دون اعتبار لضرورة تجنب تسييس الحرمين.
ولطالما رددت السلطات السعودية تأكيدها على منع تسييس الحرمين ومهاجمة من يطالب بتدويله تجنبا للتوظيف السياسي له.
غير أن الواقع يظهر بجلاء أن السلطات السعودية هي من تقوم باستغلال الحرمين وتسيسمها.
إذ من خلال منابر الحرمين اعتاد خطباء السلطات السعودية إلقاء خطب تتضمن مواقف سياسية حكومية مهاجمتهم للحركات الإسلامية التي لا يرضى عنها ولي العهد محمد بن سلمان.
من ذلك تعميم وزارة الأوقاف والشئون الدينية في تشرين أول/نوفمبر الماضي الحديث في خطبة الجمعة في الحرمين لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين والتحذير من الانتماء لها.
كما تعمد بن سلمان استخدام منابر الحرمين لتبريرهم التقرب والتعامل مع إسرائيل في ذروة اللهفة الخليجية الرسمية للتطبيع.
يضاف إلى ذلك استخدام منابر الحرمين للتحريض على معتقلي الرأي وتبرير الظلم الواقع عليهم.
ووصل تسيس الحرمين من السلطات السعودية حد مباركة الانقلابات العسكرية في دول الربيع العربي والتحريض على أي تحركات شعبية تطالب بالحريات.
إضافة الى ذلك وظف بن سلمان الحرمين في خدمة أهدافه الخارجية، فأقدم لسنوات على منع الحج عن القطريين إلا عبر مكرمة ملكية تقدم لهم عبر أمير قطري معارض.
كما تعاملت السلطات السعودية بتعنت شديد مع السورين واليمنيين بفرض قيودا صعبة قللت من فرصهم في أداء مناسك الحج والعمرة.
ومؤخرا تعمد النظام السعودي تبني تصفية حسابات سياسية في شروطه الجديدة لاستقبال المسلمين لأداء العمرة مع دول مثل الإمارات وتركيا وإيران.
وسارعت رئاسة الشؤون الدينية التركية، للتعبير عن رفضها من الشروط السعودية الجديدة والتي أقصت 33 دولة من أداء العمرة بسبب الخلافات السياسية.
وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية، أن هناك 33 دولة- من بينها تركيا- محرومة من أداء مناسك العمرة.
ومن بين البلدان التي عمد النظام السعودي على تصفية حسابات سياسية من بوابة العمرة: تركيا والإمارات وإندونيسيا وباكستان وإيران والهند ومصر ولبنان وذلك بذريعة جائحة كورونا.
في الوقت نفسه يستخدم ولي العهد منابر الحرمين بالفرض على الخطباء ضرورة الدعاء الطويل له ولوالده الملك لزيادة شعبيتهما.
وتظهر هذه الخطوات والمواقف متجمعة أن السلطات السعودية هي من تقوم بالاستغلال السيسي للحرمين وهي من تقوم بتسيسهما.