يخشى النظام السعودي الأسوأ في المرحلة المقبلة فيما يتعلق بتطورات ملاحقة قتلة الصحفي المعارض جمال خاشقجي وذلك بعد اعتقال أحدهم في فرنسا.
وزعم مسؤول سعودي أن أنباء اعتقال أحد المتهمين بقتل خاشقجي في فرنسا كاذبة ومسألة خطأ في تحديد الهوية، وذلك بعد ساعات قليلة من تأكيد إذاعة فرنسية خبر اعتقال السعودي خالد العتيبي، في مطار فرنسي وهو في طريق عودته للرياض.
وقال المسؤول السعودي الذي لم تكشف رويترز عن هويته، رداً على طلب للتعليق، إن المدانين بارتكاب الجريمة يقضون حالياً عقوباتهم في السعودية.
من جهته علق النائب الأمريكي ورئيس لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس آدم شيف، على خبر اعتقال أحد المتهمين بقتل خاشقجي بالمطالبة بمحاسبة القيادة السعودية لتتحقق العدالة.
وكتب شيف في تغريدة على موقع تويتر: “قُتل جمال خاشقجي منذ أكثر من 3 سنوات، وبالرغم من اعتقال اليوم، لم تتحقق العدالة الحقيقية بعد”.
وأضاف “لا يمكننا أن نرتاح حتى نحمل المسؤولية الكاملة”، مشدداً على أنه “يجب على أمريكا وحلفائها الديمقراطيين الحفاظ على التزامها بمحاسبة القيادة السعودية على مقتله”.
Jamal Khashoggi was murdered more than 3 years ago.
Despite today’s arrest, true justice has yet to be served.
We cannot rest until we have full accountability.America and its democratic allies must keep our commitment to holding Saudi leadership accountable for his murder.
— Adam Schiff (@RepAdamSchiff) December 8, 2021
يأتي ذلك فيما اعتبرت أنييس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية والتي قادت تحقيقاً للأمم المتحدة في مقتل خاشقجي، أن القبض على مشتبه به في الجريمة في باريس قد يمثل انفراجة.
وذكرت كالامار “إذا كان هو بالفعل نفس الشخص المذكور في قوائم العقوبات المختلفة وفي تقريري، فقد كان في مقر القنصلية (حيث قُتل خاشقجي) في ذلك الوقت”.
في السياق نفسه، جدَّدت الأمم المتحدة، تأكيدها على ضرورة محاسبة المتهمين بقتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
رداً على سؤال بشأن إلقاء القبض على العتيبي، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: “نحن أمام عملية قضائية تجري في الوقت الحالي”.
وأضاف دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك: “كان موقف الأمين العام منذ البداية واضحاً، وهو تأكيده على ضرورة إعمال مبدأ المحاسبة على جريمة قتل خاشقجي”.
من جهتها، قالت منظمة مراسلون بلا حدود، ومقرها باريس، إنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لينظر قاضي تحقيق فرنسي القضية المحتملة ضد المواطن السعودي الذي اعتُقل للاشتباه في أن له صلة بمقتل خاشقجي.
وأوردت إذاعة “آر تي إل” الفرنسية، نقلاً عن مصادر أمنية وقضائية أن أحد المشتبه بهم السعوديين في مقتل خاشقجي اعتُقل في فرنسا وهو في طريقه إلى العودة إلى بلاده.
وفق الإذاعة الفرنسية، فإن الأمر يتعلق بخالد عايد العتيبي، أحد المشتبه بهم في قوات الكوماندوز، المتهمة باغتيال الصحفي السعودي في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
والعتيبي مطلوب من قبل الإنتربول بعد مذكرة توقيف بتهمة اغتيال صادرة عن تركيا، وقد تم القبض على هذا العضو السابق في الحرس الملكي صباح الثلاثاء الساعة (9:30 صباحاً) بالتوقيت الفرنسي، في مطار شارل ديغول في “رويسي”، بينما كان على وشك المغادرة للرياض.
المصدر نفسه أكد أنه تم وضعه رهن الاعتقال القضائي من قبل شرطة الجو وشرطة الحدود، التي تسعى بشكل خاص لتأكيد هويته بشكل نهائي.
كان الرجل البالغ من العمر 33 عاماً يحمل جواز سفره الحقيقي، وبالتالي سافر باسمه الحقيقي، فيما لم يتضح بعد ما إذا كان قد أُبلغ بمذكرة التوقيف هذه.
وكان خالد عايد العتيبي في القنصلية حيث قُتل خاشقجي، وهو واحد من 20 سعودياً مطلوبون للإنتربول في قضية اغتيال الصحفي المعارض.
الإذاعة الفرنسية أوضحت كذلك أنه لا يُعرَف بعد متى وكيف وصل إلى فرنسا دون أن يتم رصده.
فيما قال مصدر قضائي إن خالد عايد العتيبي “يخضع لإجراءات تسليمه لتركيا”. وسيتم تقديم السعودي إلى مكتب المدعي العام بباريس صباح الأربعاء 8 ديسمبر/كانون الأول، والذي سيبلغه بأمر التوقيف.
يذكر أن المدعي العام قد يوافق وسيتم وضعه على متن رحلة جوية إلى تركيا، أو أنه يطعن في مذكرة التوقيف، وسيقرر القاضي بعد ذلك ما إذا كان سيتم احتجازه في انتظار تسليمه.
وشوهد خاشقجي، الذي كان ينتقد محمد بن سلمان ولي العهد، آخر مرة وهو يدخل القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، ويعتقد المسؤولون الأتراك أنه تم تقطيع أوصاله بعد قتله ونقلها إلى خارج القنصلية. ولم يُعثر على رفاته حتى الآن.
وورد في تقرير للمخابرات الأمريكية في مارس/آذار أن الأمير محمد وافق على عملية لقتل خاشقجي أو اعتقاله، في حين تنفي السعودية أي دور لولي العهد في مقتل الصحفي ورفضت تقرير المخابرات الأمريكية.