مقاهي مختلطة.. واجهة لانقلاب محمد بن سلمان

أصبحت المقاهي المختلطة سمة منتشرة في المملكة ضمن سياسات ولي العهد محمد بن سلمان للانقلاب على المجتمع السعودي المحافظ.

وقد تحولت عدد من المقاهي من الطابع المقتصر على النساء فقط إلى السماح بنظام الاختلاط بين الجنسين في تعدي سافر على قيم ومبادئ المملكة.

وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلن نظام آل سعود أن الشركات لن تكون مطالبة بفصل عملائها من الرجال والنساء.

وتظهر تقديرات بوجود أكثر من ألف مقهى وكوفي شوب في العاصمة الرياض، كما يبلغ حجم استثمار السيدات في هذا المجال، في أسواق المملكة، نحو 15% من حجم السوق، ومن المتوقع زيادته إلى 32% خلال الفترة المقبلة.

ويعتبر السماح بالاختلاط بين الجنسين من أحدث التحولات الاجتماعية التي تشهدها المملكة، منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد عام 2017، وانقسم حولها المجتمع السعودي المحافظ بقوة.

وعلى مدى عقود كان يحظر اختلاط الرجال والنساء في الأماكن العامة في المملكة لكن بن سلمان كبح جماح المؤسسة الدينية واحتجز المعارضين لقراراته، ضمن خطوات أخرى شملت إلغاء حظر قيادة النساء للسيارات أو مشاركتهن في أنشطة ترفيهية عامة.

وعلى مدى نحو عام أو ما يزيد خفت قيود حظر الاختلاط كثيرا في المملكة بعد أن توقفت المطاعم والمقاهي ومراكز المؤتمرات وقاعات الحفلات عن فرض تطبيق تلك القيود.

وتزامن الانفتاح الاجتماعي في المملكة مع حملة على المعارضة جرى خلالها احتجاز عشرات من رجال الدين والمفكرين والنشطاء ومنهم نساء طالبن ببعض الحريات التي جرى منحها بالفعل في الآونة الأخيرة.

وتشهد المملكة منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد منتصف عام 2017، تغيرات اجتماعية اعتبرها البعض صادمة للمجتمع المعروف بتحفظه ومحاولة من نظام آل سعود إلى سلخ المجتمع السعودي عن هويته.

وشكلت سلسلة خطوات فرضها محمد بن سلمان انقلابا صريحا على قيم المملكة وطابعها المحافظ وهو ما قوبل ولا يزال بانتقادات واسعة من المواطنين يتم مواجهتها بقمع والاعتقالات التعسفية.

ففي أبريل/نيسان 2016: أقر بن سلمان الحد من نفوذ الشرطة الدينية التي كانت تجوب الأماكن العامة لفرض قواعد صارمة على زي النساء وتطبيق حظر المشروبات الكحولية والموسيقى وإغلاق المتاجر في أوقات الصلاة ومنع الاختلاط بين الجنسين.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2017: أنهى بن سلمان حظرا دام 35 عاما على دور السينما وتعتزم فتح أكثر من 300 دار عرض أخرى بحلول عام 2030.

وفي يونيو/حزيران 2018: رفع بن سلمان حظرا استمر عقودا على قيادة النساء للسيارات لكن السلطات تلقي القبض على عدة ناشطين مدافعين عن حقوق المرأة قبل إعلان القرار وبعده ضمن حملة أوسع نطاقا شهدت القبض على عشرات من منتقدي الحكومة.

وفي يناير/كانون الثاني 2019 صدر مرسوم ملكي يسمح بتشغيل الموسيقى في المطاعم مع ازدهار أماكن الترفيه العامة في أنحاء المملكة وتخفيف الحظر على الاختلاط بين الجنسين.

أما في أغسطس/آب 2019: فيتم إقرار تعديلات تنظيمية تسمح للنساء السعوديات بالسفر دون شرط موافقة ولي الأمر والتحكم بدرجة أكبر في الشؤون العائلية مما يضعف بدرجة أكبر نظام وصاية الرجل الذي يلقى انتقادات شديدة لكن مع الإبقاء على بعض أركانه دون مساس.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019: تم إقرار نظام جديدة لتأشيرات السفر السياحية يسعى لجذب السائحين. تحديد قواعد زي محتشمة للزائرين منهيا بذلك شرط ارتداء النساء أزياء تغطيهن بالكامل. كما أصبح مسموحا لأي رجل وامرأة من الأجانب مشاركة غرفة الفندق دون تقديم ما يثبت الصلة بينهما.

وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.