تحولت سجون السعودية إلى مقابر بفعل التعذيب والإهمال الطبي وسوء المعاملة في ترجمة لسياسات النظام السعودي الذي يكرس القمع الشامل في المملكة.
وقد طالبت مواطنة سعودية في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتحقيق والقصاص من الجناة الذين قتلوا ولدها في السجن.
وبحسب كلام الأم، فإن ابنها القاصر تعرض للتعذيب الوحشي حتى قتل على يد جهاز المباحث الجنائية، من دون تشكيل لجنة تحقيق أو القصاص من المتهم الرئيسي.
وقالت الأم في مقطع فيديو، إن القاتل معروف وهو أحد عناصر البحث الجنائي، وهو حر وطليق لم يخضع للمحاكمة ولا العقاب.
وذكرت أن “البحث الجنائي” تعمد تعذيب نجلها بشكل فظيع، كما تعمد الجهاز ذاته، محاولة ترهيب الشاهد الوحيد على الجريمة.
وشارك ناشطون ومدونون على موقع تويتر حملة إلكترونية تحت هاشتاق (عبدالله_مقتول_الشفاء)، تضامنا مع الأم التي فقدت ولدها قبل نحو عام.
يأتي ذلك فيما تواصل السلطات السعودية احتجاز الأكاديمي الدكتور رزين الرزين، في ظل الظروف القاسية التي يكابدها داخل السجن.
والرزين، أستاذ جامعي ورئيس المجلس التنفيذي لجمعية حماية المستهلك، يخضع للاعتقال التعسفي منذ أكتوبر ٢٠١٧، ولا تزال أخباره مقطوعة، ولا معلومات عن ظروف احتجازه.
وتتعنت السلطات عن البوح أو الكشف عن ما يتعرض له معتقلي الرأي، لاسيما لمن يعانون من تدهور لحالتهم الصحية نتيجة التعذيب أو غيرها، الأمر الذي يزيد القلق على مصير الدكتور الرزين.
وقالت منظمة سند لحقوق الإنسان إن تغييب المعلومات اللازمة حول مكان احتجاز الرزين ووضعه الصحي والمعيشي يعد جريمة إخفاء قسري تتورط بها السلطات، وعليها أن تتراجع عن سياستها التعسفية هذه وتفرج عنه من دون قيد أو شرط.
وفي السياق أصبح الإهمال الصحي من الأدوات القاتلة التي تلاحق الكثير من معتقلي الرأي في السجون السعودية لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة.
ويعد عبد الله الحوالي من المعتقلين الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة، إذ يمتلك كلى واحدة، ويعاني من المضاعفات الصحية نتيجة الإهمال في السجن.
ويلزم على السلطة أن تقدم الرعاية الصحية الكاملة، مع الغذاء الصحي المنتظم والنظافة اللازمة، تجنبا لأي تدهور قد يفقد حياته بسببها، حيث أعطى كليته قبل احتجازه بأشهر، لأبيه الذي يقبع هو الآخر في السجن.
وبحسب ابن عم عبد الله “عبد الرحمن الحوالي”، فإن القضاء السعودي أصدر حكما بحقه مع أشقائه الاثنان المعتقلين معه، لأربعة سنين، تحسب من بداية تاريخ الاعتقال.
ويعاني عبد الله منذ 12 يوليو 2018، مع والده الشيخ سفر الحوالي وأشقائه الاثنان؛ من الاعتقال التعسفي بسجون السلطة، وذلك عقب 3 أيام من تسريب كتاب والده “المسلمون والحضارة الغربية” الذي كان فيه فصول ناصح فيها حاكم السعودية وانتقد سياساتهم.