كشفت مصادر حقوقية عن تدهور خطير على صحة القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس” محمد الخضري المعتقل منذ أكثر من عام لدى نظام آل سعود بشكل تعسفي.
وذكرت حساب “معتقلي الرأي” على تويتر أن سلطات آل سعود نقلت هاني الخضري إلى الزنزانة التي يوجد فيها والده محمد الخضري -ممثل العلاقات بين حماس والمملكة- وذلك نظراً لتدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على الحركة وخدمة نفسه مؤخراً.
من جهته أعلن نائب رئيس حركة ة حماس في الخارج، محمد نزال، أن سلطات آل سعود منعت أسر المعتقلين الفلسطينيين في سجون المملكة من زيارة ذويهم خلال عيد الفطر المبارك.
وأشار “نزال” في تغريدة نشرها عبر موقع “تويتر”، إلى أنه تم السماح لكل معتقل بالاتصال مع أسرته لمدة 5 دقائق فقط، كما سُمح لنجل “محمد الخضري” بالإقامة في زنزانة والده المريض “لمساعدته وتلبية حاجاته، لعدم قدرة والده على التحرّك”.
يُذكر أن سلطات آل سعود اعتقلت في أبريل/نيسان 2019 أكثر من 60 فلسطينيا دون أن توجّه إليهم بداية أية تهمة، من بينهم ممثل حماس في السعودية الخضري ونجله “هاني”، لكنها عادت ووجهت إليهم في مارس/آذار 2020، تهمة دعم “كيان إرهابي”، في إشارة للمقاومة الفلسطينية.
والخضري (81 عاما)، يعاني من “مرض عضال”، وهو طبيب متخصص في الأنف والأذن والحنجرة. وشارك في المقابلة التي جمعت بين العاهل الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وزعيم حركة حماس آنذاك الشهيد أحمد ياسين، عام 1998.
ومؤخرا قال رئيس حماس إسماعيل هنية: كلنا أمل في أن يسعى الإخوة في المملكة لطيّ هذه الصفحة، لأننا معنيون بعلاقة طيبة مع المملكة، ولا يصح أن يتم اعتقال أبناء وأشقاء الشعوب العربية والإسلامية في أي من الدول العربية.
وعدّ المحاكمات السعودية واللوائح الموجهة للمعتقلين مؤسفة ومؤلمة، وغير متوقعة من أي قضاء عربي تجاه أي إنسان فلسطيني يعيش من أجل قضية الأمة.
وتابع: المعتقلين في المملكة كانت أنشطتهم خيرية، ولا يوجد لهم أي نشاط يمسّ أمن المملكة، ونحن لا نتدخل في أي شأن من شؤون الدول العربية، ونعتبر أمن الدول العربية، والمملكة جزءًا من أمننا القومي.
وذكر هنية أن المعتقلين في المملكة يحاكمون على أعمال خيرية كانت تقدَّم للمرابطين في المسجد الأقصى، والفلسطينيين في الشتات، وفقراء غزة، والأراضي الفلسطينية.
وسبق أن طالبت منظمة العفو الدولية سلطات آل سعود بالإفراج الفوري عن المعتقلين الفلسطينيين لديها وعلى رأسهم القيادي بالخضري ونجله هاني المعتقلين منذ أبريل/نيسان الماضي دون أي سبب قانوني.
وجاء ذلك في خطاب وجهته المنظمة الحقوقية الدولية إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، وتضمن تنديدا بالتعذيب الذي تعرض له القيادي بالحركة ونجله، رغم مرض السرطان الذي ينهش في جسده.
وجاء في الخطاب أنه تم اعتقال “الخضري” (81 عاما) من منزله في مدينة جدة (غربي المملكة)، فجر 4 أبريل/نيسان 2019، دون تقديم مذكرة توقيف، قبل أن تقوم مجموعة بلباس مدني بإيقاف نجله “هاني” (41 عاما) أثناء مغادرته مقر عمله بجامعة أم القرى في مكة (غرب) وما زالا رهن الاحتجاز دون تهمة.
وأضاف أن الرجلين اختفيا قسراً لمدة شهر بعد اعتقالهما، واحتُجزا بمعزل عن العالم الخارجي، وفي الحبس الانفرادي خلال الشهرين التاليين من احتجازهما.
بعد مرور شهر على اعتقال “الخضري” الأب، حسب الخطاب، تلقت زوجته مكالمة هاتفية من السلطات في سجن ذهبان، تطلب تقريرا طبيا عن حالته، خاصة أنه قبل أسبوعين من اعتقاله، خضع لعملية جراحية.
وأشارت منظمة “العفو” إلى وجود قلق شديد على صحة “الخضري” أثناء احتجازه خاصة أنه مريض بالسرطان، وتشير الاختبارات الطبية الأخيرة قبل اعتقاله إلى أن ورمه قد نما؛ مما يتطلب رعاية طبية عاجلة.
ولفتت إلى أن “الخضري” ونجله معتقلان تعسفيا في سجن ذهبان، دون تهمة أو محاكمة، وتم استجوابهما مرارا دون حضور محام.
وأضافت: “تأكدنا من أن الرجلين تعرضا للتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة خلال فترة احتجازهما”.
ودعا الخطاب، الملك سلمان، إلى الإفراج عنهما، ما لم يتم توجيه تهم إليهما بجريمة جنائية معترف بها.
وكانت حركة “حماس” أعلنت، في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، عن اعتقال “الخضري” ونجله، وقالت إنه كان مسؤولا عن إدارة “العلاقة مع المملكة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة”.
وأضافت أن الاعتقال يأتي “ضمن حملة طالت العديد من أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في السعودية”، دون مزيد من الإيضاحات.