الحكم على أصغر معتقل رأي في المملكة بالسجن 8 أعوام
كشفت مصادر حقوقية أن المحكمة الجزائية المتخصصة التابعة لنظام آل سعود أصدرت الحُكم النهائي ضد الشاب مرتجى قريريص أصغر سجين رأي في المملكة، بالسجن الجائر لمدة ثمانية أعوام نفس المدة منع من السفر.
وصدر الحكم بحق قريريص بعد نحو ستة أعوام من اعتقاله على خلفية مشاركته في احتجاجات من أجل حقوق الأقلية الشيعية في المملكة.
وقد اعتقلته سلطات آل سعود عندما كان عمره 13 عاما، واستغرق الأمر 4 سنوات بعد اعتقاله لتوجيه اتهامات إليه منها الانضمام لمنظمة إرهابية.
وسبق أن أثارت مطالبة النيابة العامة في نظام آل سعود بإصدار حكم الإعدام بحق قريريص بتهمة “الإرهاب والتحريض على التمرد”، تنديدا واسعا من المنظمات الحقوقية العربية والدولية ما أجبر النظام على التراجع.
وقد اعتقل قريريص في 2014 عندما كان عمره 13 عاما، بسبب مشاركته في مظاهرات شهدتها منطقة القطيف ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة. وتعتبره المنظمات الحقوقية أصغر سجين رأي في المملكة.
وجاءت المطالبة بتنفيذ عقوبة الإعدام بحقه “بعد إرغام قريريص على التوقيع على اعترافات بتهم لم يرتكبها، تحت التعذيب وضغط العزل الانفرادي”، كما جاء في تغريدة لشبكة معتقلي الرأي العام في حينه.
وهو قضى 15 شهرا في الاعتقال الانفرادي خلال الأربعة أعوام الأخيرة، بحسب ما ذكرته قناة “سي إن إن” الأمريكية.
وأشارت المنظمة العربية لحقوق الإنسان إلى أن قريريص ينتمي إلى عائلة فقدت على يد نظام آل سعودشقيقه الأكبر علي الذي قتلته بالرصاص قوات الأمن السعودية في 23 ديسمبر/كانون الأول 2011، واعتقل والده على الرغم من حالته الصحية المتدهورة، أما أخوه الناشط رضا فهو موقوف في سجن مباحث الدمام منذ الأول من يونيو/حزيران 2014″.
واعتقلت شرطة الحدود في نظام آل سعود قريريص في 2014 عندما كان في طريقه إلى البلد الجار البحرين برفقة عائلته، ثم أودع في زنزانة فردية في سجن مخصص للقاصرين. وبقي لسنوات بدون محاكمة حرم خلالها من زيارة أي محام.
وأفادت وسائل إعلام أن قريريص كان تلاحقه قبل اعتقاله سلطات المملكة على خلفية مظاهرات للسعوديين الشيعة، شهدها البلد في 2011 في سياق ما عرف وقتها بـ”الربيع العربي”، ثم في 2013 إثر إحياء جنازة شقيق له توفي في إحدى المظاهرات برصاص الشرطة.
وأوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، العاملة في لندن، أن عملية الاعتقال “جاءت بعد مرور ثلاث سنوات على واقعة تنظيم 30 طفلا مسيرة احتجاجية بالدراجات الهوائية في المنطقة الشرقية في المملكة، طالبوا فيها النظام السعودي باحترام حقوق الإنسان، وهي الجريمة الرئيسية التي اعتقل بسببها قريريص وكان عمره وقتها عشر سنوات”.
واعتبرت المنظمة أن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة إلى قريريص هي اتهامات “مفبركة ولا تناسب عمره وقت اعتقاله، إذ وجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية وارتكاب أعمال عنف وشغب ضد المنشآت الحكومية والاعتداء بإطلاق النار على أفراد الأمن”.
وتعتبر المنظمات الحقوقية العربية والدولية قريريص أصغر سجين سياسي في المملكة. ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أنه لم يسبق أن زاره أي محام حتى مثوله لأول مرة أمام إحدى المحاكم المختصة في الإرهاب بعد مرور أربع سنوات على سجنه.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي إلى “الضغط على سلطات آل سعود لإنقاذ حياة” هذا الشاب البالغ من العمر اليوم 19 عاما.