أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع المعتقلين الذين انتهت مدة محكوميتهم, والمعتقلين الذين يقبعون بالسجون منذ عدة سنوات ولم يحاكموا إلى هذه اللحظة وذلك تحت وسم #معتقلون_منسيون.
الشيخ خلف العنزي، المعتقل منذ أكثر من 11 سنة في سجون آل سعود بلا سبب، وقد تعرض خلال اعتقاله للتعذيب والضرب، وقد حكمت عليه السلطات في عام 2017 بالسجن 3 سنوات.
سعود العبيد القحطاني، المُلقب بـ ”عميد المعتقلين السياسيين”، أحد هؤلاء الدعاة المعتقلين دون محاكمة عادلة، يدخل عامه السابع والعشرين في سجن “الطرفية” بمحافظة بريدة، بعد اعتقاله سنة 1991 في المدينة المنورة على خلفية اتهامه بتوزيع منشورات ضد حكومة آل سعود.
قضّى “القحطاني” السنوات العشر الأولى من اعتقاله دون توجيه أي تهمة له، ولم يسمح له بتوكيل محامٍ، كما تعرّض لتعذيب خلال فترة احتجازه وتنقّله بين سجون المدينة، وأبها، والحاير، وذهبان، قبل أن يستقر بسجن الطرفية الذي تديره مباحث آل سعود، ويضم أكثر من 3 آلاف معتقل سياسي وموقوف بـ”قضايا الإرهاب”.
بعد عشر سنوات من الاعتقال دون محاكمة، حكم على القحطاني بالسجن مدة 18 عاماً، لتنتهي محكوميته في 2009، لكن إدارة السجن كان لها رأي آخر، عندما أعلمت أشقاءه بقرار تمديد توقيفه 7 سنوات إضافية، وإبلاغهم بأنه سيحول إلى المحاكمة من جديد ما لم يغير من آرائه.
في العام 2016، انتهت السنوات السبع الجديدة التي قضّاها “القحطاني” في سجن الطرفية، لكنّ عميد المعتقلين السياسيين لم يخرج من زنزانته، وبقي رهن الاعتقال دون مبرّر، في وقت تؤكد فيه عائلته أن حالته الصحية والنفسية تدهورت بشكل كبير، لا سيّما بعد وضعه بالعزل الانفرادي مدة عام ونصف.
وكان والد سعود القحطاني قد تقدّم بشكوى ضد مباحث آل سعود، لارتكابها مخالفات قانونية بحق ابنه المعتقل منذ نحو 27 عاماً؛ دون جدوى.
وعلى عكس الكثير من قضايا المعتقلين، فإن قضية الشيخ القحطاني (المهندس السابق في شركة أرامكو)، لم تأخذ حيزاً في الإعلام، ولا موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” الذي يعد الحاضن الرئيسي للقضايا الشائكة في البلاد.
يعتبر وليد السناني ابن مدينة عنيزة والمولود عام 1965، أبرز المعتقلين السياسيين القدامى في المملكة، فبالرغم من كونه ثاني أقدم معتقل سياسي في الدولة، بعد سعود القحطاني المعتقل منذ نحو 27 سنة، إلا أن السناني الذي يمكث في سجن الحاير السياسي بالرياض منذ عام 1995 ذاع صيته على الساحة السعودية، لعدة أسباب.
هو وليد بن صالح السناني داعية سعودي ، امضى 23 سنة في سجن الحائر السياسي. عرف بانتقاداته الشديدة وتكفيره للحكومة السعودية.
كان قبل أزمة الخليج 1990 م يؤمن بشرعية المملكة ويدافع عن ذلك بحماس إلى أن حصلت أزمة الخليج واستعانت الدولة بنصف مليون جندي أمريكي على أرض جزيرة العرب بفتوى رسمية من هيئة كبار العلماء .
استنتج بعد هذا الحدث أن دولة آل سعود فقدت شرعيتها وأن حكامها اقترفوا الكفر ، واستنتج كذلك أن العلماء الذين يفتون بذلك علماء سلطة يعطون الحاكم ما يريد من الفتاوى, اعتقل منتصف سنة 1416 هـ-1995م .
بعد دخوله السجن كان في الحبس الانفرادي وكان مضيقا عليه الزيارات ولكن سمح لبعض المشايخ الذي اعتقلوا في التسعينات مثل الشيخ سلمان وسفر والشيخ بن زعير وآخرين بمقابلته بهدف التأثير عليه .
أُخذ وليد السناني للمحكمة الكبرى في الرياض وحاول القاضي أن يجد مخرجا يرضي الدولة وفي نفس الوقت يخفف عنه فتكفل القاضي لوليد بأن ينقل ملاحظاته للدولة بشرط أن يكف عن الحديث عنها فرفض وليد السناني .
بعد أن رفض وليد عرض القاضي عوقب بعزل كامل عن العالم من سنة 1423هـ الى سنة 1430 هـ ومنعت عنه الزيارات والاتصالات .
خلال هذه الفترة وكرد على إصراره بعدم شرعية الدولة كلفت وزارة الداخلية مجموعة من المشايخ بينهم أعضاء هيئة كبار العلماء بالإفتاء بوجوب قتل الشيخ وليد بصفته يحمل الفكر الخارجي، وبعد أن أعدت الفتوى تقدم المدعي العام من جديد للمحكمة مطالبا بقتل الشيخ فكان رد الشيخ أن قتله شرف له ومرحبا بالشهادة في سبيل قول كلمة الحق فتراجعت الداخلية عن القتل خوفا من أن يؤدي ذلك لمفعول معاكس.
بعد أن أصاب الداخلية اليأس من إجباره على التراجع عن مواقفه قررت تحاشي عقوبة القتل وإصدار حكم قضائي بسجنه مدة طويلة, فشكلت لجنة من ثلاث قضاة فحكموا بسجن الشيخ 15 سنة .
خلال بقائه في السجن أعتقل أبنائه وأخوه وأربعة من أبناء أخيه وأصهاره ( أزواج بناته وأخوال أبنائه) وفي كل مرة يداهم المنزل بقوات الطواريء والمباحث ويجري تخويف النساء والأطفال.
يذكر أن منظمات حقوقية صرحت أن معتقلي الرأي لدى السعودية يعانون أوضاعاً صعبة.
وأشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الأمريكية، إلى تقارير عن ظروف “لا إنسانية” في سجون النظام .ولفتت المنظمة إلى أنها وثقت انتهاكات وﻘﺘﻞ ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮن.
وفي سبتمبر الماضي، اعتقلت سلطات آل سعود عدداً من الدعاة والعلماء في المملكة, بينهم سلمان العودة، وعلي العمري، وعوض القرني، بتهمة التخابر مع أجهزة أجنبية.