يسيطر الغضب الشديد على محمد بن سلمان وحاشيته المقربة من إطلاق الناشط السعودي المعارض عمر بن عبد العزيز الزهراني برنامجا عبر اليوتيوب يتحدث فيه عن جرائم النظام وانتهاكاته لحقوق الإنسان داخليا وخارجيا.
وقد عبر بن سلمان للمقربين منه عن استيائه الشديد من تنامي أنشطة المعارضين له واتساع رقعة شعبيتهم داخل المملكة في ظل ما يطرحونه من قرائن على سياساته الإجرامية.
وحذرت أوساط حقوقية سعودية من سعي بن سلمان والمقربين منه للتخطيط لاغتيال الزهراني أو محاولة استدراجه إلى المملكة بشتى الوسائل لإنهاء نشاطه الإعلامي قبل تصاعد نطاق شعبيته أكثر.
وتخشى الأوساط الحقوقية من تعرض الزهراني لسيناريو مماثل للصحفي الراحل جمال خاشقجي الذي قتل داخل قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقد أطلق الزهراني برنامجه بعنوان “قلها وامش” وفاء لخاشقجي ولكلمته، وتزامن إطلاق حلقته الأولى في الذكرى الأولى لمقتل الصحفي البارز.
إذ تم بث الحلقة الأولى يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقال الزهراني عبر عدة تغريدات متحدثا عن البرنامج أنه يشمل 12 حلقة، ويهتم بالشأن السعودي، وقد يتوسع ليشمل منطقة الخليج وبعض البلدان العربية.
وتحدث الزهراني في حلقته الأولى عن الفهم الخاطئ لمفهوم الوطن في العالم العربي، واقترانه بالحكام والأنظمة، وبث فيديو لمواطن سعودي شاب رسم على صدره وشما لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وطالبه بأن يسدد عنه دينه.
كما استعرض الشأن المصري والمظاهرات التي خرجت تلبية لدعوة الفنان والمقاول المصري محمد علي، وقال إن الشعب السعودي يخسر الكثير من أمواله التي تدفع للفساد في مصر، دون أن يستفيد منها أي من الشعبين.
وتحدث عمر الزهراني أيضا عن الشأن التونسي، وقارن بين الاستحقاقات الانتخابية المتعددة التي جرت في تونس مؤخرا بداية من التشريعيات ونهاية بالانتخابات الرئاسية، وبين السعودية التي لا تشهد أية انتخابات فعلية، وتتخذ الدولة فيها قرارات هامة مثل الحرب أو سحب الآلاف من الطلبة السعوديين من دولة بسبب تغريدة.
وتناول الأزمات الاقتصادية التي تتعرض لها السعودية، وفشل العديد من الخطط والرؤى التي حاولت إخراج المملكة من الاقتصاد النفطي إلى اقتصاد متعدد الروافد.
وتساءل الزهراني في نهاية برنامجه عن حال المملكة لو تمت محاربة الفساد منذ عقود، ولم يتم الدخول في حرب اليمن التي دمرت قدرات الدولتين.
والزهراني شاب سعودي من مواليد 1991، وهو مبتعث إلى كندا، وأصبح خلال السنوات الأخيرة أحد أبرز النشطاء المعارضين للنظام الحاكم في السعودية، إذ يضم حسابه الرسمي على تويتر أكثر من 404 آلاف متابع.
وكان نظام آل سعود ألغى ابتعاث الزهراني عام 2013 بعد إعلانه مواقفه المنادية بالإفراج عن المعتقلين.
وقدم قبل سنوات برنامج “فتنة” الذي انتقد من خلاله السياسات الداخلية لبلاده، وهو أحد الأسماء القليلة المعارضة التي تعلن عن مواقفها المعارضة دون التخفي في ظل أسماء مستعارة كما جرت العادة.
وكشفت شبكة “سي.أن.أن” قبل عام عن مراسلات بينه وبين خاشقجي، انتقد خلالها الأخير سياسات محمد بن سلمان. كما تناولت المراسلات خطة مشروع مشترك بين خاشقجي والزهراني، يهدف إلى مواجهة المعرفات الإلكترونية الوهمية التي يشرف عليها مستشار الديوان الملكي السابق سعود القحطاني والتي يطلق عليها اسم “الذباب الإلكتروني”.
وتلقى الزهراني رسائل من القحطاني مفادها العودة إلى السعودية مقابل عفو محمد بن سلمان عنه، إلا أن الراحل جمال خاشقجي نصحه بعدم الوثوق في تلك الوعود.