يواصل النظام الحاكم السعودي بطشه وقمعه لمعارضيه في الداخل والخارج دون أن يتواني عن استهداف جسديا ضمن سياساته القائمة على الحكم بالحديد والنار والقمع العام.
وكشف موقع ميدل إيست آي البريطاني أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (أف بي آي) حذر عددا من المعارضين السعوديين من خطر يهدد حياتهم مصدره السعودية، أسابيع بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وأفاد الموقع بأن المعارضين الذي حذرهم مكتب أف بي آي هم ثلاثة معارضين سعوديين وناشط عربي يقيمون جميعا في أميركا، ولهم صلات سابقة بخاشقجي.
وقال الموقع إنه تواصل مع بعضهم، ولكنهم تحفظوا على أسمائهم ورفضوا الكشف عنها، مشيرا إلى أن أحد المعنيين يدير قناة يوتيوب ذات شهرة وتنتقد الحكومة السعودية، بينما شارك أحدهم في مؤتمر معارض للسلطات السعودية، في حين كان الثالث يعمل مع خاشقجي في مشروع لمواجهة اللجان الإلكترونية السعودية أو ما يعرف بالذباب الإلكتروني.
وأشار إلى أن محققي المكتب الفدرالي أعربوا عن قلقهم على سلامة المعارضين بسبب تداول أسمائهم في عدد من الدوائر. كما أكد الموقع أن وكالات الاستخبارات الأميركية ملزمة قانونيا بإبلاغ الرعايا الأميركيين والمقيمين بأي تهديد دولي ضدهم.
وأفاد الموقع بأن المحققين الفدراليين أبلغوا أحد الناشطين بأنه غير آمن في عدد من الدول أثناء تخطيطه للسفر خارج أميركا.
وقال الموقع إن الكشف عن مخاوف مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن سلامة بعض المعارضين السعوديين على الأراضي الأميركية سوف يثير المزيد من الأسئلة عن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي قلل فيها من دور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقتل خاشقجي.
وأشار إلى أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وبينما كان عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي يزورون المعارضين السعوديين، كان ترامب يشدد على أهمية العلاقات “الثابتة” بين الرياض وواشنطن، بعد ثلاثة أيام فقط من إبلاغ وكالة المخابرات المركزية الأميركية للبيت الأبيض بأنها خلصت إلى أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.
وتحدث الموقع عن زيادة عدد السعوديين الذين يطلبون اللجوء بشكل كبير منذ تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية، وقال إن تلك الأعداد صعدت من 575 في عام 2015 إلى 1256 في عام 2017، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
تحذيرات أخرى
ولم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي هو الوحيد الذي حذر معارضين سعوديين من خطر يتهدد حياتهم، فقد كشفت مجلة تايم الأميركية في مايو/أيار أن وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة أمن أجنبية حذرت أصدقاء خاشقجي من أن جهودهم لمواصلة عمله المؤيد للديمقراطية قد جعلتهم وعائلاتهم أهدافا لانتقام سعودي محتمل.
ومن بين الأشخاص الذين حذرتهم السي آي أي الناشط الفلسطيني إياد البغدادي المقيم في النرويج، والمعارض السعودي المقيم في كندا عمر عبد العزيز، إضافة لشخص آخر يقيم في الولايات المتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه.
والناشطون الثلاثة كانوا يعملون مع خاشقجي على مشاريع إعلامية وحقوقية حساسة من الناحية السياسية.
وكان البغدادي قد صرح لمجلة تايم أنه جرى إعطاء توجيهات باتخاذ تدابير وقائية تجعل من الصعب اختراق أجهزتهم الإلكترونية حتى لا يتم الحصول على معلومات لاستخدامها ضدهم، وهو ما حدث مع عمر عبد العزيز، الذي يقاضي شركة إسرائيلية تبيع للسعودية برمجيات خبيثة لاختراق الهواتف المحمولة.
وأضافت تايم أن نصائح أعطيت لهم بتجنب السفر إلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية تتمتع فيها السعودية بنفوذ خاص، ونقل أفراد أسرهم من هذه الدول.