أعلنت سلطات آل سعود إلغاء شرط تخصيص المطاعم في المملكة مدخلا للرجال وآخر للنساء، في أحدث خطوات ولي العهد محمد بن سلمان للانقلاب على قيم المجتمع السعودي المحافظ.
وكان يشترط على كل المطاعم في المملكة تخصيص مدخل للنساء والعائلات وآخر منفصل للرجال، لكن وزارة الشؤون البلدية والقروية قالت على حسابها في تويتر “ألغى تسهيل الاشتراطات البلدية لأنشطة المطاعم والمطابخ اشتراط مدخل للعزاب ومدخل للعوائل”.
وعلى مدى عقود كان يحظر اختلاط الرجال والنساء في الأماكن العامة في المملكة لكن بن سلمان كبح جماح المؤسسة الدينية واحتجز المعارضين لقراراته، ضمن خطوات أخرى شملت إلغاء حظر قيادة النساء للسيارات أو مشاركتهن في أنشطة ترفيهية عامة.
وعلى مدى نحو عام أو ما يزيد خفت قيود حظر الاختلاط كثيرا في المملكة بعد أن توقفت المطاعم والمقاهي ومراكز المؤتمرات وقاعات الحفلات عن فرض تطبيق تلك القيود.
ولم يحدد متحدث باسم الوزارة ما إذا كان سيتم أيضا إلغاء الفصل بين الجنسين في أماكن تناول الطعام داخل المطاعم. وقال المتحدث إن القواعد الجديدة ليست إجبارية وهذا يعني أن بإمكان أي مطعم الاحتفاظ بمدخل خاص للعائلات وآخر للرجال إذا رأى مالكه ذلك.
ولم تعلن المملكة أي تعديلات بالنسبة للمؤسسات العامة الأخرى مثل المدارس والمستشفيات مما يعني على الأرجح استمرارها في الفصل بين الجنسين.
وتزامن الانفتاح الاجتماعي في السعودية مع حملة على المعارضة جرى خلالها احتجاز عشرات من رجال الدين والمفكرين والنشطاء ومنهم نساء طالبن ببعض الحريات التي جرى منحها بالفعل في الآونة الأخيرة.
وتشهد المملكة منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد منتصف عام 2017، تغيرات اجتماعية اعتبرها البعض صادمة للمجتمع المعروف بتحفظه ومحاولة من نظام آل سعود إلى سلخ المجتمع السعودي عن هويته.
وشكلت سلسلة خطوات فرضها محمد بن سلمان انقلابا صريحا على قيم المملكة وطابعها المحافظ وهو ما قوبل ولا يزال بانتقادات واسعة من المواطنين يتم مواجهتها بقمع والاعتقالات التعسفية.
ففي أبريل/نيسان 2016: أقر بن سلمان الحد من نفوذ الشرطة الدينية التي كانت تجوب الأماكن العامة لفرض قواعد صارمة على زي النساء وتطبيق حظر المشروبات الكحولية والموسيقى وإغلاق المتاجر في أوقات الصلاة ومنع الاختلاط بين الجنسين.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017: أنهى بن سلمان حظرا دام 35 عاما على دور السينما وتعتزم فتح أكثر من 300 دار عرض أخرى بحلول عام 2030.
وفي يونيو/حزيران 2018: رفع بن سلمان حظرا استمر عقودا على قيادة النساء للسيارات لكن السلطات تلقي القبض على عدة ناشطين مدافعين عن حقوق المرأة قبل إعلان القرار وبعده ضمن حملة أوسع نطاقا شهدت القبض على عشرات من منتقدي الحكومة.
وفي يناير/كانون الثاني 2019 صدر مرسوم ملكي يسمح بتشغيل الموسيقى في المطاعم مع ازدهار أماكن الترفيه العامة في أنحاء المملكة وتخفيف الحظر على الاختلاط بين الجنسين.
أما في أغسطس/آب 2019: فيتم إقرار تعديلات تنظيمية تسمح للنساء السعوديات بالسفر دون شرط موافقة ولي الأمر والتحكم بدرجة أكبر في الشؤون العائلية مما يضعف بدرجة أكبر نظام وصاية الرجل الذي يلقى انتقادات شديدة لكن مع الإبقاء على بعض أركانه دون مساس.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019: تم إقرار نظام جديدة لتأشيرات السفر السياحية يسعى لجذب السائحين. تحديد قواعد زي محتشمة للزائرين منهيا بذلك شرط ارتداء النساء أزياء تغطيهن بالكامل. كما أصبح مسموحا لأي رجل وامرأة من الأجانب مشاركة غرفة الفندق دون تقديم ما يثبت الصلة بينهما.
وعلى مدار الأشهر الأخيرة عمل نظام آل سعود على إغراق المملكة بخطوات مشبوهة للترفيه منذ تأسيس هيئة خاصة بذلك في 2016، تقابل بانتقادات حادة بسبب دورها في تغيير الطابع الديني والتقليدي للمملكة.
وسمح نظام آل سعود في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي، السماح بفتح دور عرض سينمائي بعد حظر امتد لأكثر من 3 عقود، ومن المرتقب بدء افتتاح قاعات للسينما في مارس/آذار المقبل.
وارتفع عدد المطاعم والمقاهي المرخص لها بالمملكة لتقديم نشاط “العروض الحية” إلى 132 مطعما، في كلٍّ من الرياض وجدة والخبر والدمام، وذلك بعد مرور 3 أشهر على فتح الترخيص لإقامة العروض الحيّة في المطاعم والمقاهي.
ويدفع ولي العهد محمد بن سلمان بانقلاب على موروث المملكة الديني والاخلاقي عبر الانفتاح على الترفيه واستضافة فرق أجنبية بمبالغ مالية فلكية لتقديم صورة تغطي على انتهاكات النظام داخليا وخارجيا.
فضلا عن ذلك فإن آل سعود يحاولون تحقيق جملة أهداف بممارساتها المشبوهة أهمها إلهاء المواطنين السعوديين عن نظامهم القمعي وجرائمه وجمع المال من عائدات مالية كبيرة لحفلات وفعاليات بينها إباحي في أرض الحرمين.