تساءلت مجلة “إيكونوميست” البريطانية عن جدوى مشروع تطوير مدينة “ذا لاين” الصديقة للبيئة داخل مشروع “نيوم”.
وطرحت المجلة البريطانية سؤالا: “إن كانت ستظل المدينة مجرد خطة مكلفة على الورق أم أنها ستتحقق؟”.
وبحسب الخطة، فإن المدينة المقترحة داخل “نيوم” مدينة المستقبل التكنولوجية التي يخطط لبنائها على الساحل الشمالي- الغربي للسعودية.
ويبلغ طولها 170 كيلومترا وستكون خالية من مشاكل الغرَامات حول مواقف السيارات أو ما يتعلق بوقوفها؛ لأنه لن تكون هناك سيارات ولا حتى شوارع للسياقة عليها.
وقالت المجلة معلقة: “إن النشرة الإشهارية للمدينة تقدم عرضا مغريا لسكان المدن القلقين من غابات الإسمنت الملوثة”.
وأضافت: لماذا تقضي حياتك عالقا في زحام الطرق أو المواصلات المزدحمة؟ فربما قدم لك مخططو المدن خيارات أفضل لو قدمت لهم الفرصة للبداية من الصفر.
“وهذا هو على الأقل التفكير وراء ذا لاين”، مشيرة إلى أن المدينة الجديدة ستكون “حلما حضريا يستطيع سكانها الوصول إلى أي مكان مشيا على الأقدام بمدة لا تزيد عن خمس دقائق”.
وبالنسبة للإنسان العادي، فهذه مسافة 400 مترا، وأقصر من المشي بين بنايتين في مانهاتن ولكنها كافية لكل شيء من المدارس والعيادات الطبية إلى المتنزهات.
واحتفت صحف سعودية خلال الأيام الماضية بهذه المدينة، معتبرين أنها بطراز مختلف وفريد من نوعه معززة بالذكاء الاصطناعي.
بيئة بلا ضوضاء أو تلوث، وخالية من المركبات والازدحام وتحافظ على 95% من الطبيعة، ويمكن الوصول إلى كافة المرافق فيها خلال 5 دقائق.
وأبعد رحلة من أول المدينة لأقصاها تستغرق 25 دقيقة، وسيقطنها مليون نسمة تقريبًا، وستكون التكلفة التقديرية لها بين 100 إلى 200 مليار دولار.
عقود خيالية
وتشير المجلة البريطانية إلى أنه من الواضح أن المستشارين الأجانب حصلوا على العقود لصياغة عقود خيالية.
وقالت المجلة: في العالم الحقيقي لم يحصل تقدم كبير أبعد من عروض “الباور بوينت”. وهناك مطار وقصور لقضاء الأمراء الصيف فيها.
ويقول الداعمون للمشروع إنه عبارة عن صورة للأفكار الكبرى التي تحاول المملكة إنجازها.
أما المنتقدين فيقولون إنه “فيل أبيض” أو مشروع باهظ الكلفة لا أهمية له، ولدى دول الخليج الكثير منه.
وقبل أيام، أطلق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مشروع “ذا لاين”.
وأشار إلى أن “بدء تطوير ذا لاين سيتم خلال الربع الأول من عام 2021، إذ تشكل جزءاً مهماً من أعمال التطوير المكثفة الجارية في نيوم”.
ومن المنتظر أن يعمل مشروع نيوم الذي ستمتد أجزاء منه إلى الأردن ومصر في منطقة التقاء الدول الثلاث قرب البحر الأحمر، على جذب الاستثمارات الخاصة والاستثمارات والشراكات الحكومية.
غير أن المشروع يواجه تهديدات بعدم الاكتمال بسبب أزمة كورونا وهبوط أسعار النفط من ناحية، وأزمة المملكة مع قبيلة الحويطات من ناحية أخرى.
وفي يونيو/حزيران الماضي، كشف موقع “Foreign Lobby”، أن ولي العهد السعودي وقع عقدا بقيمة 1.7 ملايين دولار مع شركة “Ruder Finn” للعلاقات العامة.
ويسعى بن سلمان بتلميع صورة مدينته الخيالية “نيوم” بعد مقتل عبدالرحيم الحويطي وتهجير أهالي قبيلة الحويطات، وهي الحادثة التي أثارت الكثير من الانتقادات الحقوقية الدولية.