مشروع إقليمي ضخم يفتح الباب للمزيد من التطبيع السعودي الإسرائيلي

يفتح مشروع إقليمي ضخم هو “خط الهند–الشرق الأوسط–أوروبا” الباب للمزيد من التطبيع والتعاون الاقتصادي السعودي الإسرائيلي في ظل نهج ولي العهد محمد بن سلمان القائم على التحالف والتطبيع مع دولة الاحتلال.
وقد أعلنت مجموعة من الدول في سبتمبر 2023 عن إطلاق مشروع “خط الهند–الشرق الأوسط–أوروبا” (IMEC)، الذي يهدف إلى ربط أسواق الطاقة بين الهند وأوروبا، مرورًا بالسعودية، عبر شبكة من خطوط الأنابيب، السكك الحديدية، والموانئ.
وعلى الرغم من غياب العلاقات الرسمية بين السعودية وإسرائيل، يفتح خط النقل البري الباب لتعاون غير مباشر بينهما وفرص لربط خطوط النقل التجارية بينهما في المستقبل، بما في ذلك فرصة نقل النفط عبر البحر الأحمر.
وقد أثار المسؤول الأمني الإسرائيلي المتقاعد “أمير أفيفي” قضية يرى أنها “أولويةً لترسيخ مكانة إسرائيل كلاعب رئيس في سوق الطاقة العالمي” عبر التعاون مع السعودية.
حثّ “أفيفي” في مقاله على أهمية ربط “خط أنابيب إيلات–عسقلان EAPC” الإسرائيلي بخط الأنابيب السعودي “بترولاين” عبر البحر الأحمر.
وتحقق هذا الربط سيساهم في تقليل الاعتماد على “قناة السويس”، وتجاوز تهديدات “الحوثي”، وتنويع طرق تصدير النفط، وسيكون خطوة هامة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل اقتصاديًا.
والمشروع الإقليمي المذكور ليس مقترحًا جديدًا بل أحد ركائز “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية والذي دعمه بشدة محمد بن سلمان سرا.
منذ بدايتها، وعدت “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع بفرصة لنقل الطاقة عبر السعودية إلى إسرائيل، ومن ثم إلى البحر الأبيض المتوسط.
أشارت تقارير منذ 2020 إلى إمكانية ربط محطة النفط في إيلات المحتلة بمصفاة ينبع السعودية عبر خط أنابيب بري يمتد 700 كيلومتر، أو عبر خط نقل بحري باستخدام ناقلات النفط.
الإمارات، أولى الدول العربية المطبّعة، وقعت مذكرة تفاهم مع “إسرائيل” تسمح بنقل النفط عبر البحر الأحمر إلى ميناء عسقلان عبر خط أنابيب EAPC، ثم إلى أوروبا والبحر الأسود.
وتتخيل تقارير صحيفة “يسرائيل هيوم” ربط الإمارات لخط أنابيب “الشيبة–بقيق” مع “بترولاين” السعودي، مع إمكانية قيام قطر بربط غازها بنفس الخط لنقله إلى ينبع ومن ثم إلى عسقلان عبر خط النفط الإسرائيلي EAPC.
وتدفع شخصيات سياسية، مثل السيناتور الصهيوني “ليندسي غراهام”، بقوة نحو تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل”.
يعتبر “غراهام” أن القضاء على “حماس” شرط أساسي لتحقيق التطبيع، وأن مصلحة بن سلمان لتحقيق “رؤية 2030” تكمن في إقصاء “حماس” تمامًا من المنطقة، مما يفتح المجال تباعًا لفرص اقتصادية كبيرة من طريق مشاريع الربط بين البلدين التي تنتهي بميناء عسقلان، إلى الشمال قليلًا عن مدينة غزة.