واصلت وسائل الإعلام الدولية نشر تقارير تسخر من مشاريع محمد بن سلمان وتعتبرها مجرد خيال وأوهام تخدم جنون العظمة لولي العهد ومساعيه لإبراز نفسه دون أساس منطقي.
وشككت مجلة The Week البريطانية، في فرص التطبيق العملي لمشروع نيوم التي يروج لها محمد بن سلمان منذ سنوات ضمن رؤية 2030.
وقالت المجلة إن إخراج نيوم من عالم الخيال العلمي لابن سلمان وتنفيذه على أرض الواقع فيه تحدٍ هائل، حتى بالنسبة لحاكم متسلط يمتلك صندوق ثروة سيادي بقيمة 620 مليار دولار.
وذكرت المجلة أن مشاريع محمد بن سلمان السابقة عانت من نكسات عديدة، والسبب في أفكاره الخيالية والمتغيرة باستمرار، فهو يريد بناء اهرامات خاصة به، وقد أنفق ملايين الدولارات على المهندسين المعماريين وحتى مصممي هوليوود.
وأشارت المجلة إلى أنه حتى هذه اللحظة لم يتم بناء سوى عدد قليل من مباني نيوم، والمسار الفوضوي للمشروع يشير إلى أن حلم ابن سلمان قد لا يتحقق أبداً.
وفي السياق نشرت صحيفة Architect’s Newspaper العالمية مقالاً ينتقد مشاريع محمد بن سلمان لاسيما مدينة نيوم.
وقالت الصحيفة واسعة الانتشار إن صور وفيديوهات نيوم تظهر مثالاً واضحاً لجنون العظمة، وتعكس السوابق السيئة في تاريخ العمارة.
وذكرت أن مشروع نيوم يشرح التخيلات والاقتراحات المعمارية لجنون بن سلمان، وأنه تجاهل تاريخ العمارة بطريقة ساخرة، بما يشكل مأساة أخرى ومهزلة.
وأوضحت أن مشروع ذا لاين يفسح المجال للنقد بسهولة، فهو مجرد خيال مخلوط بجنون العظمة لحاكم سلطوي.
وقالت الصحيفة إن نيوم تفترض أن البشرية كانت موجودة في مدن مضطربة وملوثة تتجاهل الطبيعة.
وأشارت إلى أنه ومع ذلك لا تقدم نيوم مقترح لحماية الطبيعة، لأن هذه المنطقة يسكنها في الواقع قبائل ونباتات وحيوانات مختلفة.
كما قالت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية إن مدينة نيوم -لمحمد بن سلمان هي واحدة من أكبر وأصعب مشاريع البناء في التاريخ.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أن 500 مليار دولار هي تكلفة تمويل حلم بن سلمان في الصحراء، وأن نيوم واحدة من أكبر وأصعب مشاريع البناء في التاريخ.
وأوضحت الوكالة أن المشروع يتضمن تحويل مساحة صحراوية بحجم بلجيكا إلى منطقة مدينة ذات تقنية عالية تسمى نيوم.
وذكرت أن مشروع شركة العقارات الصينية العملاقة Evergrande يمكن أن يتحول إلى كارثة.
وتساءلت: “ما الذي يجب أن نتوقعه حول مدينة جديدة في صحراء السعودية بعيدة عن حقول النفط ومواقع الحج الفريدة في مكة والمدينة؟”.
واعتبرت الوكالة أن أكبر مشكلة في نيوم هي تكلفتها وليس حجمها، كما حدث مع شركة Evergrande الصينية.
وأشارت إلى أنها تعرضت لضربات الرهن العقاري مؤخرًا، لذا يجب على المملكة أن تتعلم الدرس.
وبينت الوكالة أن ابن سلمان وعد بأن نيوم ستضم 10 مليون شخص، لكنه عرض متواضع أمام شركة Evergrande الصينية.
ونبهت أنها كانت تتفاخر بأنه مشروعها سيضم 12 مليون شخص، والحقيقة أنها فشلت، وباتت متخلفة عن سداد الديون، وتتجه نحو الإفلاس الكامل.
وذكرت أن استخدام بن سلمان للتدفق النقدي للدولة من أجل بناء ذا لاين، مؤكدة أنه “سيكون أكثر حماقة من شركة Evergrande، فرغم كل أخطاء Evergrande، فإنها لم تحاول أبداً بناء قلاع في الهواء”.