مشادة كلامية بين بوتين وبن سلمان سبقت حرب أسعار النفط
كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني أن حرب أسعار النفط بين المملكة وروسيا سبقتها مشادة كلامية بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء في تقرير للكاتب ديفيد هيرست أن بن سلمان كان عدوانيا خلال مكالمة هاتفية مع بوتين قبيل اجتماع أوبك بلس يوم السادس من مارس/آذار الماضي بشأن خفض الإنتاج قبل أن يقرر إغراق سوق النفط.
ونقل الموقع أن بن سلمان أعطى إنذارا ثم هدد بأنه إذا لم يتوصل إلى اتفاق فستشن المملكة حرب أسعار، وأن بن سلمان وبوتين رفع كل منهما صوته على الآخر، وأن بوتين رفض الإنذار، فانتهت المكاملة على نحو سيئ.
وأشار الموقع إلى أن مكالمة بن سلمان وبوتين جرت بمباركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر مستشار الأخير جاريد كوشنر.
واعتبر التقرير أن الخلاف الشديد بين المملكة وروسيا بشأن إنتاج النفط بدد شهورا من الدبلوماسية الهادئة بين الطرفين، بدأت حينما اغتنم بوتين فرصة عدم رد ترامب على الهجمات التي تعرضت لها مرافق النفط السعودية في أرامكو بطائرات مسيرة وصواريخ كروز إيرانية، في سبتمبر/أيلول الماضي.
وفي التاسع من الشهر الماضي، هوت أسعار النفط نحو 30% بعد أن خفضت السعودية أسعارها الرسمية لبيع الخام، ووضعت خططا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الشهر المقبل، لتبدأ “حرب أسعار” مع روسيا.
وتراجعت الأسعار بنحو الثلث عقب التحرك السعودي بعد أن رفضت روسيا تنفيذ خفض كبير آخر للإنتاج اقترحته أوبك لتحقيق استقرار في أسواق الخام التي تضررت بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لفيروس كورونا.
على الصعيد الآخر، كانت وكالة الأنباء الرسمية (واس)، قد نشرت عدة تقارير عن اتصالات بين الملك سلمان ونجله محمد مع بوتين خلال الفترة الماضية، للوقوف على الجهود المبذولة لتحقيق استقرار أسعار النفط في الأسواق.
من بين الاتصالات، كانت اتصالا تلقاه ولي العهد من الرئيس الروسي بتاريخ الـ10 من الشهر الجاري، جرى خلاله “استعراض الجهود المبذولة لتحقيق استقرار أسواق الطاقة والمحافظة عليها لدعم نمو الاقتصاد العالمي، والتأكيد على أهمية تعاون جميع الدول المنتجة في ذلك”، وفقا للوكالة الرسمية.
وكانت أيضا المملكة ومجموعة أوبك+ قد توصلت لاتفاق في الـ12 من أبريل/ نيسان الجاري، يقضي بخفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا.
وقد تسبب الانهيار التاريخي لأسعار النفط الأميركي، بحالة هلع في المملكة مع تواصل تداعيات الأزمة الاقتصادية بقسوة جراء تفشي فيروس كورونا، وتهاوي إيرادات النفط.
وهبط سعر برميل النفط الأميركي (غرب تكساس) لعقود مايو/أيار إلى القاع بنحو 37 دولارا سالبة تحت الصفر، أول من أمس، بنسبة تراجع 306% مسجلا أدنى مستوى في تاريخه.
وقد فاقم تهاوي النفط أزمات المملكة في ظل التراجع الحاد المرتقب للإيرادات المالية، وباتت الرياض على أعتاب عجز قياسي في موازناتها.
ويقول مراقبون إن ميزانية المملكة ستتعرض لعجز مالي تاريخي غير مسبوق هذا العام بسبب ما تواجه من حروب متعدّدة على جميع الجبهات.
ففي ظل حرب آل سعود في اليمن وأخرى في الأسعار مع روسيا وثالثة مع تفشي فيروس كورونا وما سببته من توقف الأعمال في المملكة، وأخيرا انهيار النفط العالمي وهو ما يعد القشة التي قصمت ظهر البعير، سيمثل كل ذلك ضغطا كبيرا على الموازنة التوسعية التي لا سبيل لها الآن سوى الانكماش.
وتكبدت المملكة خسائر فادحة جراء “حرب النفط” مع روسيا، في أعقاب أزمة تفشي فيروس كورونا، وأن الرياض خرجت خاسرة في نهاية المطاف، كما أن ما حدث بشأن انهيار أسعار الخام الأميركي سيحدث صدمة كبيرة في ميزانيات دول الخليج.
ويستبعد المراقبون عودة الأسعار إلى الارتفاع مرة أخرى خلال الفترة الراهنة بسبب حجم المعروض وقلة الطلب واستمرار توقف حركة الطيران والأعمال في دول الخليج وأميركا الشمالية وأوروبا والدول الآسيوية وخصوصا الصين. وقررت المملكة مؤخرا خفض الإنفاق في ميزانيتها للعام 2020 بنحو 13 مليار دولار.