قالت شبكة “بي بي سي” البريطانية إن سلطات آل سعود تستهدفت مسلمي الإيغور في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، في تعاون مشين واضح مع الصين التي تتبنى حملة عدوانية سيئة السمعة ضد الأقلية المسلمة.
وأشارت الشبكة في تحقيق ضمن برنامج “نايت نيوز” إلى أن السعودية احتجزت الحجاج والطلاب الإيغوريين في المملكة، ثم رحلتهم قسراً إلى الصين، حيث تم وضعهم بعد ذلك في معسكرات الاعتقال الشهيرة بالبلاد تحت مسمى “مراكز إعادة التعليم”.
ويقدر الناشطون أن مئات من الإيجور قد تعرضوا لضغوط من السلطات الصينية للعودة من الخارج بسبب التهديدات والسجن الطويل لأفراد أسرهم في الوطن.
وفي وقت سابق، برر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الممارسات الصينية ضد مسلمي الإيغور واعتبرها حقا أصيلا لبكين من أجل الدفاع عن أمنها القومي ضد الإرهاب.
وترتبط الصين والسعودية بعلاقات اقتصادية قوية؛ حيث حقق التبادل التجاري بينهما ما قيمته 63 مليار دولار في عام 2018.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: إن “الدول العربية تدعم الصين ووحدة أراضيها، ومبدأ الصين الواحدة” في تصريحات صادمة تمثل تجاهلا لحقوق المسلمين وما يعانوه في الصين.
وأضاف بن فرحان، أن الصين لها مواقف تؤكد على احترام واستقلال وسيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها.
وتأتي تصريحات الوزير السعودي بعد تقارير غربية تثبت تصاعد انتهاكات الصين بحق أقلية الإيغور المسلمين. وآخرها قيام بكين بإجهاض المسلمات هناك، والتلاعب بالتركيبة السكانية للمسلمين.
وأوضح بن فرحان أن “المملكة والصين، تجمعهما علاقات صداقة متنامية تتطور في المجالات كافة، وتؤسس لشراكة استراتيجية شاملة”، مشيرا إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة، وتمثل 13% من مجموع صادرات المملكة، و15% من مجموع واردات المملكة.
وكانت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية، تساءلت عن أسباب الصمت، الذي تمارسه الدول الإسلامية، إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها الإيغور في الصين..
وأشارت الصحيفة إلى أن دولا مثل باكستان والمملكة ومصر والإمارات والجزائر، ساعدت عام 2019، في الحيلولة دون تمرير قرار في الأمم المتحدة، يطالب الصين بالسماح بدخول مفتشين دوليين إلى إقليم شينجيانغ، حيث يعيش الإيغور.
وقالت الصحيفة إن الدول الإسلامية “أهدرت ذات يوم دم الروائي سلمان رشدي” والذي ألف كتابا يسخر فيه من القرآن والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، لكنها لم تتحرك أمام التنكيل الذي تتعرض له أقلية الإيغور المسلمة في الصين.
ولفتت إلى أن واحدة من “أفدح الجرائم في القرن الحادي والعشرين، تقترف أمام أعين الجميع، بينما يقفون مكتوفي الأيدي، بعد إجبار السلطات الصينية النساء المسلمات على الإجهاض، أو منع الحمل، وفي حال رفضن ذلك يودعن معسكرات الاعتقال”.
وقالت الصحيفة إنه يتم الفصل بين الأطفال الإيغور وأسرهم، بحيث يكبر الصغار منفصلين عن ثقافتهم وعن الإسلام.
ووصفت منظمة حقوقية دولية، سابقا، موقف آل سعود من تعذيب مسلمي الصين بأنه “معيب”، وذلك بعد أن وقعوا رسالة للأمم المتحدة تدعم سياسات بكين في القمع للأويغور في شينجيانغ والاعتقال التعسفي، بدعمها الإجراءات الصينية لـ”إبادة شعب الأويغور المسلم”.