يستعين ولي العهد محمد بن سلمان برجل أعمال يهودي ألماني من أصول يهودية كمستشار له وهو ما يعكس حقيقة سياساته القائمة على الانقلاب على قيم وإرث المجتمع السعودي.
واستعاد محمد بن سلمان برجل الأعمال كلاوس كلاينفيلد في جفع خطته الاقتصادية المعروفة باسم رؤية 2030 متجاهلاُ تاريخه المليء بالفساد المالي والفشل المهني.
وكان كلاوس كلاينفيلد ضيفاً دائماً على منتدى الاقتصاد العالمي دافوس وهناك تعرف عليه ابن سلمان وبدأت علاقتهما.
وفي عام 2017 استدعى ابن سلمان كلاينفيلد ليكون ضمن المجلس التأسيسي لمشروع مدينة نيوم، وفي ذات السنة نفسها عينه رئيساً تنفيذياً لهذا المشروع.
وفي عام 2018 منحه أبن سلمان صلاحيات أوسع بتعينه مستشاراً اقتصادياً خاصاً له ليترك موقعه في رئاسة نيوم مع الاحتفاظ بعضوية مجلسه التأسيسي.
ولكن ماذا عن تاريخ كلاوس كلاينفيلد؟
في عام 2007 أُبعد كلاينفيلد عن منصب تنفيذي في شركة سيمنس الألمانية على خلفية قضية فساد واختلاس ملايين اليوروهات وعلى إثرها فرضت المفوضية الأوروبية على الشركة غرامة مالية بقيمة 419 مليون يورو بسبب التلاعب بأسعار الطاقة وتهم رشاوي وفساد.
وأغلقت القضية بعدما اتفق كلاينفيلد مع 5 مسؤولين آخرين على دفع 8 ملايين يورو ضمن تسوية مع شركة سيمنس ودفع كلاينفيلد مليوني يورو من إجمالي المبلغ.
وفي أغسطس 2007 أصبح كلاينفيلد رئيساً تنفيذياً لشركة الألومينيوم الأمريكية ALCOA لتلاحقه فضيحة فساد أخرى ربطاً برشاوي في البحرين.
وفي عام 2008 رفع صندوق تقاعد عمال الحديد في ولاية هاواي الأمريكية دعوى قضائية على شركة ALCOA, ومسؤولين فيها على رأسهم كلاينفيلد بتهمة رشوة مسؤولين بحرينيين للفوز بعقد مع شركة ألمنيوم ألبا.
أما في عام 2014 فقد وافقت شركة ALCOA على دفع مبلغ 384 مليون دولار إلى وزارة العدل الأمريكية لتسوية الشق الجنائي وإنهاء القضية.
وفي عام 2015 تولي كلاينفيلد رئاسة مجلس إدارة شركة ARCONIC الأمريكية، ثم طرد منها بعد ذلك بعامين بسبب أدائه السيء وفشله بتحقيق الأرباح.
وفي العام ذاته عينه ابن سلمان رئيساً تنفيذياً لمشروع نيوم، وبعد قرار التعيين علق موقع بلومبيرغ “الأمير السعودي يكلف المدير المطرود من شركة أركونيك ببناء مدينة عملاقة”.
ويرى مراقبون أن تعيين بن سلمان المستشار من أصول يهودية في هذا المنصب خير دليل على عوائد “الحج إلى منتجع دافوس السويسري” في إشارة إلى حضور كلاينفيلد المستمر لمنتدى الاقتصاد العالمي الذي يقام سنويا في منتجع دافوس السويسري والذي يوفر فرصة ذهبية لبناء علاقات مع أصحاب القرار حول العالم.