وصف الكاتب الفرنسي المخضرم بنيامين بارت في مقال له في صحيفة لوموند الفرنسية واسعة الانتشار، إن ولي العهد محمد بن سلمان مستبد متهور وغير متسامح مع أي نوع من الاختلاف.
وأبرز بارت بأن بن سلمان إن كان مصلحا في المجال الاقتصادي والاجتماعي كما يتم الترويج له داخل المملكة، فهو على المستوى السياسي مستبد متهور وغير متسامح مع أي نوع من الاختلاف.
وكان بارت يعلق على إطلاق المملكة نسخة فرنسية من موقعها الإخباري “آراب نيوز” لتحسين صورتها التي شوهتها لدى الرأي العام الغربي قضية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
وذكر أن هذه الوسيلة الجديدة هي النسخة الرقمية باللغة الفرنسية لموقع الصحيفة الإنجليزية “عرب نيوز”، التي هي ملك للعائلة الحاكمة بالسعودية، كما أنها بوابة السعودية الجديدة كما يريدها ولي العهد محمد بن سلمان.
وأشار إلى أن سلطات آل سعود اختارت تدشين موقع إخباري بلغة موليير ليتزامن مع احتفال فرنسا بيومها الوطني، أي يوم أمس الثلاثاء 14 يوليو/تموز الجاري.
ويبدو، حسب بارت من المواضيع التي ظهرت في الموقع بعد إطلاقه أنه يروج، مثل الشركة الأم، للإصلاحات التي يقودها محمد بن سلمان للتغطية على كونه مستبد ، ويهدف إلى تحسين صورة ولي العهد التي تضررت لدى الرأي العام الغربي بسبب قضية خاشقجي “الحقيرة”، حسب وصف بارت.
وأبرز الكاتب الفرنسي ما قالته وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) من أن اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018 في القنصلية السعودية في إسطنبول من طرف قوات خاصة سعودية، إنما كان على الأرجح بأمر من محمد بن سلمان، وهو ما ينفيه هذا الأخير.
ويعالج الموقع السعودي الناطق بالفرنسية في تغطياته الإخبارية مبادرات بن سلمان الحداثية، مثل منحه حقوقا جديدة للمرأة، وجهوده في تخفيف اعتماد المملكة على النفط، علاوة على التقارب مع إسرائيل على خلفية العداء المشترك تجاه إيران.
ويعلق بارت على ذلك بقوله إن كل المؤشرات تدل على أن هذا الموقع لن يكون منصة لإبراز الكارثة الإنسانية المستمرة في اليمن أو سجن الناشطات المدافعات عن قضايا المرأة بالسعودية، رغم أن كلتا القضيتين، حسب قوله، من صنع بن سلمان كذلك.
ويضيف بارت أن محرر الموقع فيصل عباس عندما سئل عن هامش المناورة الذي تتمتع بها هذه الوسيلة الإعلامبة الجديدة، أبدى تفاؤلا حذرا، قائلا، في إشارة إلى حرية الصحافة، “ليست لدينا في الشرق الأوسط رفاهية الاستمتاع بالتعديل الأول للمبدأ المؤسس للديمقراطية الأميركية.. لكننا سنبذل قصارى جهدنا، فسوق الإعلام الفرنسية متطورة للغاية.. والنزاهة التحريرية لا تتم عبر الوعود، بل لا بد من إثباتها بالأفعال”.
ويعتمد الموقع، الذي يعرفه فيصل عباس بأنه “نافذة لأخبار العرب باللغة الفرنسية”، على فريق من 40 شخصًا ما بين صحفيين ومحررين ومترجمين، بمن فيهم الصحفية اللبنانية رندة تقي الدين، المختصة في الدبلوماسية الفرنسية التي غطتها لفترة طويلة لصحيفة “الحياة” السعودية، قبل توقف تلك الصحيفة عن النشر في عام 2018.