قال مركز صوفان للاستشارات الأمنية والاستخباراتية ومقره الولايات المتحدة إن انسحاب القوات الإماراتية من الحرب الكارثية في اليمن يجبر المملكة العربية السعودية على تحمل المزيد من أعبائها.
من غير المحتمل أن يكون هناك خلاف عام خطير بين الإمارات والسعودية, ولا يزال الاثنان يشتركان في رؤية مشتركة لمنطقة خليجية تكون في ايران ليست هي القوى العظمي.
لا يزال الإعلان عن النصر على الحوثيين يمثل أولوية قصوى للمملكة العربية السعودية, حيث يمثل المتمردون تهديدا حقيقيا على طول الحدود الجنوبية.
من خلال النظر إلى كل شؤون الخليج على أنها لعبة محصلتها صفر مع إيران, فقد دعمت الرياض نفسها في الزاوية.
مع قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتعديل حساب التكلفة والفوائد في اليمن, مما أدى إلى فك ارتباط خطير هناك, سيتعين على المملكة العربية السعودية تحمل المزيد من العبء المباشر لمواصلة حربها.
في حين أن دولة الإمارات لم تنسحب بالكامل من اليمن, فقد قامت بإعادة تموضع القوات وانسحب من عدة قواعد في مدن الميناء الرئيسية.
كان على الرياض أن تنقل قواتها إلى القواعد العسكرية في مينائي المخا والخوخا, وتقع هذه القواعد بالقرب من ميناء الحديدة الاستراتيجي, والقوات السعودية الإضافية انتقلت إلى عدن كذلك.
تظهر هذه التحركات أن الرياض ستحتاج إلى أحذية خاصة بها على الأرض, وكذلك طائرات في الهواء, إذا كانت ترغب في مواصلة المستنقع الكارثي الذي بدأته في اليمن في عام 2015.
ويصر المسؤولون الإماراتيون على أن انسحاب قواتها لن يحصر ميزان الصراح, لأنه يترك وراءه ما يقدر بنحو 90,000 من القوات اليمنية التي دربتها وتم تجهيزها على مدى السنوات القليلة الماضية.
في حين أنه من غير المرجح أن يدعي المتمردون الحوثيون الفتوحات الإقليمية نتيجة لمغادرة الإمارات للصراع, إلا أنه من الصحيح أيضا أنه حتى في أقصى قوتها.
لم تتمكن القوة السعودية/ الإماراتية المشتركة من تحقيق هدفها المعلن وهو هزيمة الحوثيين, ولا يزال الإعلان عن النصر على الحوثيين يمثل أولوية قصوى للمملكة العربية السعودية, حيث يمثل المتمردون تهديدا حقيقا على طول الحدود الجنوبية.
استهدف الحوثيون مرارا وتكرارا المطارات المدنية بالسعودية وغيرها من الهياكل الأساسية.
زاد هذا التهديد بالفعل منذ بداية الحرب, ومن المفارقات في الواقع أن كل التهديدات التي أعلنتها الرياض كمبرر للحرب قد ازدادت بالفعل.
في الواقع اصبح تأثير إيران وتصرفاتها الخبيثة في اليمن الآن أكبر, والحوثيون يشكلون تهديدا عسكريا لجنوب المملكة السعودية, أكثر مما كان عليه الحال عندما بدأت الحرب.
مع فقدان الرياض لأهم شريك للعمل المباشر, دولة الإمارات العربية المتحدة, فإن عدد القوات السعودية التي ستنتقل إلى القتال سيزيد وهو سؤال يلوح في الأفق.
من غير المحتمل أن يكون هناك خلاف عام خطير بين الإمارات والسعودية, ولا يزال الاثنان يشتركان في رؤية مشتركة لمنطقة خليجية تكون فيها ايران ليست هو القوى العظمى.
ومع ذلك يبدو أن أبو ظبي قد اتخذت القرار, على الأقل في حالة اليمن, بأن التركيز المفرد على النظر إلى كل قضية على أنها مسابقة للفوز بالجائزة الكبرى مع طهران يضر بالصورة العامة للإمارات العربية في الغرب, ويؤدي في الواقع إلى نتائج عكسية في شروط الحد من النفوذ الايراني.
بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة, لا يوجد اتجاه جيوبوليتيكي لمواصلة دولها في حرب اليمن, المملكة العربية السعودية, من ناحية أخرى وضعت نفسها في زاوية, ولم تترك الأمر بسهولة في اليمن, ولا يبدو أن سمعة الغرب تثير القلق.
أظهرت الرياض أنها ستتجاهل الإدانة الدولية في حالة اليمن, وقد يؤدي انسحاب الإمارات إلى زيادة الغارات الجوية من السعودية لتعويض ما يتم فقده على الأرض, مما سيزيد من الدمار الذي لحق بالشعب اليمني.
ومن جهته فقد صرح مستشرق إسرائيلي قوله: ان انسحاب الإمارات أكدت أن حرب اليمن هي معركة بن سلمان الشخصية فقط وترك السعودية لوحدها بالمواجهة.
وتتعرض السعودية منذ تدخلها في اليمن إلى انتقادات كبيرة من جهات سياسية وحقوقية دولية, على خلفية استهداف غاراتها للمدنيين في صراعها مع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع على عبد الله صالح, بالإضافة إلى دور السعودية في مفاقمة الوضع الإنساني نتيجة الحصار والإغلاق الذي تفرضه على هذا البلد.
وفي ظل تزايد عدد القتلى في صفوف المدنيين جراء الغارات التي لم تستثني الأسواق وحفلات الزفاف, صدرت مواقف دولية عديدة وتقارير أممية تطالب بوقف الانتهاكات, وأدرج التحالف التي تقوده السعودية في القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الأطفال, كما وصفت الامم المتحدة إغلاق منافذ اليمن بأنه حصار.
وفي التالي رصد لأبرز المواقف الدولية التي تنتقد ممارسات التحالف العربي في اليمن:
تقرير فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الخاصة باليمن والمشكلة من مجلس الأمن الدولي، يخلص إلى أن كل أطراف الحرب -وبينها التحالف العربي- مدانة لارتكابها أو تورطها على نحو مباشر أو غير مباشر بانتهاكات لحقوق الإنسان قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب.
ويتهم معدو التقرير الدول الأعضاء في التحالف العربي بأنها تختبئ وراء يافطة التحالف كي تتهرب من المسؤولية عن الغارات الجوية والهجمات الأخرى التي توقع ضحايا في صفوف المدنيين.
وقالت منظمة العفو الدولية “امنستي” إن تجاهل السعودية للقانون الدولي الإنساني الدولي بدا واضحا أكثر من أي وقت مضى من خلال الغارة الجوية التي اصابت منطقة “فج عطان” السكنية في صنعاء واوقعت 14 قتيلا مدنيا بينهم خمسة اطفال.
وقد نظم ناشطون وقفة رمزية أمام السفارة السعودية في واشنطن للتنديد بالقصف المتواصل على اليمن بدعم من الولايات المتحدة, ودعا المتظاهرون السعودية للتوقف عن قصف المدنيين الذين يعانون أصلا من تفشي الكوليرا.
وقد ندد محتجون أميركيون بحرب السعودية في اليمن من خلال مؤتمر عقد بالعاصمة الامريكية واشنطن, ويرفعون لافتات تدعو إلى وقف الإرهاب السعودي.