حذر مركز الخليج لحقوق الإنسان من مخاطر تهدد حياة المدافعة السعودية البارزة عن حقوق الإنسان وناشطة المساواة لجين الهذلول، التي لا تزال بمعزل عن العالم الخارجي في السجن وللأسبوع السادس.
وأبرز المركز الحقوقي أن عائلة الهذلول لم تتمكن من التواصل معها منذ التاسع من حزيران/يونيو الماضي ما يثير القلق بشأن سلامتها وبقية معتقلات الرأي في السجون.
كان أفراد عائلة الهذلول نشطين بشكلٍ خاص على مدار العامين الماضيين في جبهات مختلفة بما في ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي يدعون إلى إطلاق سراح لجين، التي تم سجنها منذ 15 مايو/أيار 2018 عندما بدأت حملة القمع الكبرى على المدافعات عن حقوق الإنسان في البلاد.
يقول شقيقها، وليد الهذلول، إنه يعتقد أن السلطات تحاول معاقبة الأسرة على انتقادها المسموع لطريقة معاملتها، “نحن نتحدث ونحاول الدفاع عن إطلاق سراحها وهذا هو الثمن الذي ندفعه.”
لقد جاء تقليص أنشطة المدافعات عن حقوق الإنسان في البلاد كعنصرٍ ضمني في رؤية الإصلاح 2030 التي أطلقها ولي العهد ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والإنمائية محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي زعم أنه يريد “نشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر.” إلا أنه مما يبدو أن هذه الرؤية تستبعد المدافعات كشريكات في التغيير المنشود.
في 24 يونيو/حزيران 2020، الذكرى السنوية لرفع المملكة العربية السعودية الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات، تم مقابلة لينا الهذلول في مجلة السيدة للحديث عن أختها لجين.
في المقابلة التي أجريت نيابة عن ائتلاف أطلقوا سراح النشطاء السعوديين، ذكرت لينا الهذلول أن السلطات السعودية تواصل إنكار تعرض لجين للتعذيب، وترفض لجين التوقيع على أوراق تنكر أنها تعرضت للتعذيب من أجل تحريرها من السجن.
تم إطلاق سراح العديد من المدافعات عن حقوق الإنسان بشكل مشروط في مارس/آذار 2019، في حين قضت الهذلول عامين في السجن في مايو/أيار 2020. ولم تتمكن عائلتها من الاتصال بها طوال الأسابيع الستة الماضية وتم منعهم أيضاً من زيارتها بسبب لوائح فايروس كورونا (كوفيد-19)، ونتيجة لذلك، لم يروها منذ أربعة أشهر. أن من المقرر أن تحتفل الناشطة البالغة من العمر 30 عاماً والحائزة على عدة جوائز بعيد ميلادها القادم في 31 يوليو/تموز وهي لا تزال في السجن ولايمكن الاتصال بها.
لقد زادت المخاوف على وجه التحديد حيث لا يزال كوفيد -19 ينتشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أن السرية حول الظروف الصحية والرفاهية للمدافعين المسجونين تسبب قلقاً كبيرا لعائلاتهم، الذين يخشون تفشي الفايروس في الظروف غير الصحية للسجون السعودية.
تزداد المخاوف بشكل خاص بعد وفاة الناشط الحقوقي البارز عبد الله الحامد في مستشفى بالرياض بتاريخ 24 أبريل/نيسان 2020، حيث كان سابقاً محتجزًا في سجن الحائر بالرياض.
ذكرت التقارير أن الأوضاع الصحية في السجون السعودية سيئة، كما أن الإجراءات التي اتخذتها السلطات غير فعالة.
غالبًا ما تُترك هذه القضايا المهمة، بما في ذلك السجون المزدحمة، دون التحدث عنها أو معالجتها بشكل صحيح من قبل السلطات السعودية. لا يزال العديد من السجناء في خطرٍ من الإصابة بفايروس كوفيد -19 وتتعرض حياتهم للخطر- حتى لو تم الإفراج عنهم. توفي الكاتب والصحفي صالح الشيحي في 19 يوليو/تموز 2020 في المملكة العربية السعودية. لقد أمضى عامين ونصف في السجن قبل إطلاق سراحه بتاريخ 19 مايو/أيار 2020، وإرساله إلى المستشفى.
قادت الهذلول، التي احتُجزت وتعرضت للتعذيب والتحرش الجنسي أثناء الاحتجاز قبل المحاكمة، حملات ضد الحظر السابق على قيادة النساء للسيارات ووضع حد لنظام ولاية الذكور. كما أنها محتجزة في سجن الحائر وهو نفس السجن الذي أفرج عنه الحامد قبل وفاته.
غردت أختها قائلةً “…لدي أخت تم اعتقالها دون ذنب وتغيبت عنا لفترة، وأخشى أن تواجه مصير الشيحي. هل يريدون مني أن أجلس مكتوفة الأيدي وأنتظر وفاتها؟ لا، بل سأعمل حتى يمكنك العيش من أجل حياة كريمة حرة.”
ودعا مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى احترام الالتزامات الدولية لحقوق الإنسان والالتزام بمعايير الأمم المتحدة المناسبة لرعاية السجناء والاستجابة بشكل إيجابي للنداءات المتكررة من خبراء الأمم المتحدة وممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجتمع حقوق الإنسان الأوسع نطاقاً بما في ذلك المنظمات والتحالفات الدولية للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدافعات عن حقوق الإنسان في المملكة ة بما في ذلك لجين الهذلول.
كما أكد المركز الحقوقي أنه يتوجب على السلطات السعودية السماح بإجراء تحقيق مستقل في تعذيبهم المزعوم ومحاسبة الجناة خلال الإجراءات القانونية الواجبة.