بعد اعتقالات تعسفية طالت معترضين على فساد هيئة الترفيه، أطلق محمد بن سلمان حملة عبر مرتزقة يقدمون أنفسهم مشايخ وعلماء لمواجهة الغضب المستمر والمتصاعد تجاه هيئة الترفيه في المملكة.
وزعم عادل الكلباني أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، كان يستقبل المغنيات ويطلب منهن الغناء ويعدل لهن كلمات الأغنية في محاولة بائسة منه للترويج للغناء والترفيه في المملكة.
واستعان الكلباني في مقابلة تلفزيونية بحديث رواه البخاري..” باب سنة العيدين لأهل الاسلام”، ثم ذكر حديث عايشة رضي الله عنها بقولها ” الجاريتين اللتين كانتا تغنيان”.
وأضاف :” إن النبي رأى امرأة فقال لعائشة، اتعرفين من هذه “قينه بني فلان” ويقصد هنا-كما قال الكلباني- أنها مطربة او فنانة فقال لها اتحبين أن تغني فقالت نعم، فأعطاها طبقاً وقد غنت له”.
وتابع الكلباني راوياً الاحداث التاريخية بقوله :” جاء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت هناك امرأة تغني وتقول ” وفينا نبي يعلم ما في غدٍ”، فرد عليها وقال لا تقولي هكذا فقولي :” أتيناكم أتيناكم فحيانا وحياكم”.
ولخص الاحداث في تبرير لما يجري الان من انفتاح في السعودية على يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعدما كان محرماً من قبل شيوخ الوهابية، قائلاً ( الشاهد أن في زمن النبي انه كان هناك “غنى” وهناك بعض أدوات المعازف مثل العود وكان عبدالله بن جعفر يضرب العود ويعلم المسلمين).
وكان الكلباني قد أباح سابقاً الرقص والغناء في السعودية قائلاً انه :” لا وجود لدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يحرم الغناء والمعازف”. وقوبلت هذه التصريحات بموجة رفض وانتقادات في المملكة
وسبق أن شن نظام آل سعود حملات اعتقال تعسفية واسعة النطاق قبل أسابيع على خلفية انتقاد أنشطة هيئة الترفيه الحكومية وما تنشره من إفساد في المملكة وانقلاب على قيمها المحافظة.
وأظهر ذلك حدة التناقض بين ترويج آل سعود بأن هيئة الترفيه تستهدف استعادة ما يقال إنها الحالة الطبيعية للمجتمع السعودي قبل عصر الصحوة الإسلامية، في وقت أن أطيافا مختلفة من ذلك المجتمع تقبع في غياهب السجن؛ مما يشكل مفارقة في المملكة في عهد محمد بن سلمان.
إذ أرادت سلطات آل سعود أن تعيش حداثة وتقدم ما حُرم منه الشعب عقودا، فقد قال بن سلمان في مؤتمر مبادرة المستقبل في أكتوبر/تشرين الأول 2017 إن “المجتمع السعودي لم يكن بهذا الشكل قبل 1979 (قيام الثورة الإيرانية وبداية انتشار الصحوة الإسلامية في السعودية)، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب”.
وأضاف “نريد أن نعيش حياة طبيعية”، مهددا بالقضاء على ما أسماها “بقايا التطرف”، وهو يشير إلى الرموز الدينية والصحوية التي يمكن أن تنتقد توجهاته الاجتماعية، ومنها الترفيه.
غير أن تلك التصريحات صاحبتها حملة اعتقالات واسعة لمشايخ وعلماء دين مؤثرين في المجتمع، أو أكاديميين وناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، استباقا لظهور أي نقد للترفيه أو سياسات الأمير محمد بن سلمان.
وإذا كان الكثير من تلك الرموز اعتقلوا، وهم الذين لم تعرف عنهم انتقادات واسعة للسلطة، فليس غريبا أن تعتقل السلطات شخصيات أخرى على خلفية انتقادات صبت جام غضبها لا على الترفيه كونه حاجة من احتياجات المجتمع، بل على النمط الذي يرونه يسير بالمجتمع بعيدا عن مراعاة تقاليده وعاداته الدينية، حسب رأيهم.