صعوب أمير شاب مثل محمد بن سلمان إلى صدارة الحكم في المملكة لم يكن ليتم لولا دعم الولايات المتحدة الأمريكية التي سعت لجعله ديكور يمرر مؤامراتها ويكسبها المليارات بصفقات مشبوهة.
واستراتيجية السياسة الأمريكية والغربية هي التي تصنع الزعامات والحكام على شكل دمى في الدول العربية والاسلامية ذات الشكلية الديمقراطية.
عندما تم تعيين محمد بن نايف وزيراً للداخلية فرح الساسة الغربيين وخاصة الأمريكان, كما قالت تقارير غربية أن ساسة غربيين رفيعي المستوى قالوا وصل رجلنا للسلطة.
ومن يتابع سيرة بن نايف يُدرك أنه ذاك الحين كان رجل أمريكا في المملكة وكانوا يؤهلونه ليكون الحاكم الفعلي.
وكان ممثل بن نايف لدى الأمريكان هو (عبد العزيز الهويريني — رئيس أمن الدولة الحالي) وهو الذي أعد خطة الإطاحة به بعدما أخذ الضوء الأخضر من الامريكيين لأنهم أدركوا أن هناك رجل طامح أهوج يحقق لهم ما يريدون ويقفز بالمراحل هو محمد بن سلمان.
فهذ السياسة الأمريكية الغربية لا تتحكم بها العواطف, الأصل فيها هي المصالح والمصالح فقط.
كيف سوف يُرمى بن سلمان الى مزبلة التاريخ ؟
بعد مقتل جمال خاشقجي رحمه الله أدركت الدولة العميقة في أمريكا والغرب أن بن سلمان سوف يُشكّل عليهم عبئا سياسيا وأن قبوله لدى الدول الغربية أصبح مستحيلاً وأنه تجاوز سياساتهم بكل حماقة وقد ترتد عليهم بشكل عكسي تضر بمصالحهم, لكن لم يحن الوقت للتخلص منه لأهداف خمسة:
تسعى إدارة ترامب والحكومات أن “ تحلب “ المزيد من الأموال يريدون أن يبقونه عظما فهم المستفيدون من إطالة بقاءه في الحكم حتى يحين الوقت إما بإرادتهم أو بتحرك الأسرة الحاكمة.
تحقيق أهدافهم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وحرق جميع المراحل والوصول إلى علاقات دبلوماسية معلنة, بحيث حينما يأتي البديل يكون من الصعب الرجوع إلى الوراء.
تغريب وعلمنة المجتمع والقضاء على قيم المجتمع المحافظ والصحوة الاسلامية المتنامية والتي مازالت تُشكل خطراً على مصالحهم لأن تقارير مراكزهم تؤكد أن هذا الاسلام الوسطي يهدد المصالح الغربية ويجب استبداله بـ “إسلام أمريكاني “ يسمونه “الإسلام المدني“ الذي يتنازل عن الشريعة ويدعو للحرية الاجتماعية فقط .
كسر الهيبة المتبقية لبلاد الحرمين التي تعتبر رمزية لدى العالم الإسلامي وشعوبه من خلال الاهانة والتجريم في المجالس والبرلمانات الغربية والمؤسسات الحقوقية, فلم يحدث في تاريخ المملكة أن تعرضت لهذه الإهانات كما يسخر ترامب بشكل علني من الملك ويصرخ في استهتار بين انصاره “ THE KING”.
كسب مزيداً من الزمن لإبقاء المنطقة في قلق وتوتر ونزاعات من خلال الحرب المزعومة في اليمن والتراشق مع إيران وذلك للخوف من التحرك الشعبي في دول الخليج وخصوصا المملكة فنسائم الربيع العربي لم تصل حتى الآن لهم.
فحينما تتحقق هذه الأهداف الخمسة سوف تتخلص أمريكا والغرب من بن سلمان ويأتون بآخر ينفذ سياساتهم دون حماقة تحرجهم وتضغط عليهم أمام المجتمع الدولي ويكون من الصعب بهذا البديل الرجوع إلى الوراء.
ومن ايجابيات هذا الأحمق أنه أظهر الأسرة الحاكمة ضعيفة ليس لديها حيلة أو قوة أمام استبداد الملك وابنه, وهو حالياً حصّن نفسه بإسرائيل وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وجاري كوشنر مستشار ترامب.
لكن لن يصمد أمام غضبة المجتمع الدولي وما حدث مؤخراً من صدور تقرير مقررة الأمم المتحدة (كالامارد) الذي يتهم فيه بن سلمان بشكل مباشر إضافة إلى العقوبات الدولية التي تتزايد مع الأيام.
وقد تحدث المفاجأة من الداخل لتغييره وإن كان مستبعد ذلك، لكن السؤال الجوهري من هو البديل ؟
الاحتمال الأول: قد يعود الحبيبُ الأول ِلأمريكا محمد بن نايف إلى السلطة فتاريخه يعجبهم بمحاربة ما يسمى “الإرهاب” وسجّله مع الحريات السياسية في البلد أسود, ويكره الإسلاميين إلا أنه لم يفعل ما فعله بن سلمان حينما كان بن نايف وليّاً للعهد وإن كان مكبل لم تتاح له السلطة وكان منصبه شكلي وبن سلمان ووالده الملك بيده زمام الأمور.
الاحتمال الثاني: هناك رجال أمريكا في المملكة غير بن نايف مثل بندر بن سلطان قد يكون خياراً لهم وهو صديق قديم وعريق للأمريكان وإسرائيل وتَقبل به الأسرة الحاكمة كبديل عن هذا الأرعن الذي جعل حاشيته مثل تركي آل شيح أكثر نفوذاً من الأمراء.
الاحتمال الثالث: يكون البديل شخص من الأسرة لم يكن في الحسبان من أبناء الملك وإن كان يكرههم ولا يحب إلا ابنه محمد لكن خالد بن سلمان هو الأرجح ويعني ذلك أن يبقى خالد حتى ممات الملك هو ليّاً للعهد, ويحدث الخلاف بين الأسرة حينما يموت الملك وإن اتفقت الأسرة على أحمد بن عبد العزيز لن يبقوه الأمريكان والغرب وسوف يقتل ولن يكمل عاما.
الشعب يقول كلمته .. ويمشي
كُتب على شعب بلاد الحرمين أن يحكمه آل سعود .. هذه الكلمة من المؤسف أن تسمعها من بعض النخب وحتى الإسلاميين, لكن سنن الكون لن تبقي الظلم والربيع لا بد أن يأتي بعد الشتاء, والنور ينبثق بعد الظلام .. وهكذا هي الدول الظالمة يأتي النور ويبدد ظلامها ..
واليوم الزمن تغير واختلفت أدواته والوعي في ازدياد , ولم يكن في ذهن أحد أن تخرج الأعداد تعارض بن سلمان كل يوم نسمع عن حرّ يخرج بـ ( فيديو) يستنكر الظلم وانتهاك الحقوق, بالإضافة الى الكتلة المحافظة التي تستاء من تدهور الأخلاق والقيم وانتشار الرذيلة تحت غطاء رسمي من السلطة وبأوامر من بن سلمان مباشرة وقد قالها مستشاره تركي آل شيخ بصريح العبارة .
سوف يستمر الضغط على الناس اقتصادياً ومعيشياً وليس عند بن سلمان وفريقه أي حلول ولن يبقى الشعب صامتاً إن زادت اعداد المعتقلات النساء فهو قد وصل الى هتك الأعراض, وهناك من الرجال من لديه الغيرة لن يبقى صامتاً, فلا يغرنكم الإعلام وما ينشره من (تطبيل) له فهذه جيوش الكترونية لا تمثل إلا سعود القحطاني وفريقه, وسوف ترينا الأيام بإذن الله أن العاقبة للأحرار.