فجر نداء الاستغاثة الذي أطلقته عائلة معتقل الرأي الداعية الإسلامي د.سلمان العودة، غضبا حقوقيا ودوليا في ظل محطات من إهماله طبيا.
وحذرت عائلة العودة الأسبوع الماضي من خطورة الوضع الصحي للداعية المعتقل في سجون آل سعود منذ سبتمبر 2017.
واعتقلت سلطات آل سعود الداعية العودة، بعد تغريدة عبر “تويتر” دعا فيها إلى إصلاح ذات البين بين المملكة وقطر.
محطات من الانتهاكات الحقوقية
ورصد “ويكليكس السعودية” محطات من أبرز الانتهاكات الحقوقية التي تعمدت سلطات آل سعود توظيفها بحق الداعية الإسلامي.
وضعه في سجن انفرادي وتعصيب عينيه وتقيده لمدة 3 شهور.
تعذيب جسدي ونفسي بحق الشيخ وحرمانه من النوم والعلاج.
نقل إلى المستشفى عدة مرات نتيجة تدهور حالته الصحية.
بدأ جلسات التحقيق معه بعد عام من اعتقاله التعسفي.
عقد عدة جلسات محاكمة سرية لا يحضرها ممثلو الدفاع.
توجيه 37 تهمة بحقه جميعها فضفاضة.
مطالبة قضاء آل سعود بإعدامه تعزيزا.
قرار بمنع عائلته من السفر حتى الأطفال.
تعمد إعلام آل سعود تشويه مسيرة الشيخ ورحلته العلمية.
تصفية جسدية
ورجح عبد الله العودة نجل المعتقل، أن تكون سلطات آل سعود أرغمت والده على توقيع اعترافات كاذبة منسوبة له تحت تأثير أدوية مشبوهة.
وقال “العودة” في تصريحات: “أرجح أن تكون السلطات قد أرغمت والدي الشيخ سلمان العودة على توقيع اعترافات بأمور لم يفعلها”.
وأشار إلى إمكانية تأثير الأدوية المشبوهة التي تم إعطاؤها له، بعد أن تدهورت صحته.
وأضاف الأكاديمي السعودي: خلال الأشهر الخمسة الأولى من اعتقال والدي في سجن ذهبان بجدة، كبل الحراس والدي من قدميه بالسلاسل.
كما عصبوا عينيه أثناء نقله بين الغرف، وحرمه المحققون من النوم والدواء لأيام متتالية.
وتابع إنه بينما استرعت قضية الناشطة المعتقلة لجين الهذلول انتباه العالم، لا يزال المئات من المعتقلين السياسيين في السعودية يقبعون في السجون.
وتابع: لقد كان والدي واحدا من هؤلاء (المعتقلين)، ففي يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني، عانق إخوتي والدهم في محكمة الرياض الجزائية، التي حكمت على لجين.
وأشار نجل العودة إلى أن عائلته لم تستطع زيارة أبيه في السجن أو حتى الاتصال به هاتفيا، بين مايو/أيار وآخر سبتمبر/أيلول الماضي.
وذكر أن المرة الوحيدة التي سُمح لهم فيها بالحديث معه، كانت من وراء حاجز زجاجي.
ولفت العودة إلى أن إخوته أصيبوا بالدهشة عندما رأوا مدى الضعف والهزال الذي أصاب والدهم، حيث بات يعاني من ضعف في السمع والبصر بشكل واضح.
وندد بسوء المعاملة التي تعرض لها والده.
وقال: في إحدى المرات، ألقى الحراس عليه كيسًا بلاستيكيًا من الطعام دون فك الأصفاد.
وأشار إلى أن والده أجبر على فتح الكيس وإخراج الطعام بفمه، ما تسبب في أضرار جسيمة لأسنانه.
وبعد هذه المعاملة السيئة المطولة، نُقل إلى المستشفى مطلع عام 2018 لبضعة أيام بسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل خطير.
ووفق عبد الله، فإن الإهمال الطبي وسوء المعاملة منتشران في السجون السعودية.
وفي أبريل/نيسان 2020، كانت سلطات آل سعود مسؤولة عن سوء معاملة ووفاة عبد الله الحامد، أحد أبرز الإصلاحيين في المملكة.
وتوفي الحامد بعدما انهار ودخل في غيبوبة أثناء وجوده في السجن.