قال موقع “Middle East Eye” البريطاني إن سلطات آل سعود تعتزم إجراء محاكمة جماعية، الأسبوع المقبل، لمجموعة من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، لصلتهم بحركة حماس، وسط مخاوف جماعات حقوقية دقت ناقوس الخطر بشأن مصير المعتقلين.
وتعتقد مصادر في قطاع غزة، اعتقال سلطات آل سعود للمعتقلين الفلسطينيين، خطوة لتوطيد العلاقات الجارية حالياً بين إسرائيل والرياض، وأنها من المتوقع أن تتوسع لاستهداف جميع الفلسطينيين الناشطين سياسياً في المملكة.
وقال مصدر مسؤول في حركة حماس للموقع، في وقت سابق من هذا العام، إن غالبية المعتقلين هم من أعضاء حماس المقيمين في الدولة الخليجية منذ عقود، متهماً السعودية بـ”استهداف كل من له صلة بالمقاومة” ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار معتصم دلول، وهو صحفي فلسطيني مقيم في غزة ومتخصص في العلاقات الفلسطينية السعودية، لموقع MEE، أنه “لا حماس ولا عائلات المعتقلين تلقوا قدراً مناسباً من المعلومات عن مصير المعتقلين”.
وقال دلول إن هذه الاعتقالات هي نتيجة تقرُّب السعودية من إسرائيل، في البداية اعتقلوا أعضاء في حركة حماس، لكنهم الآن يعتقلون أي فلسطيني بغض النظر عن انتمائه السياسي، إذا كان ناشطاً لصالح فلسطين داخل المملكة.
وأوضح أن الحرب كانت في البداية على حماس، والآن أصبحت حرباً على حماس وفتح، التي تمتعت بعلاقات جيدة مع السعودية لسنوات طويلة.
واعتقلت سلطات آل سعود عشرات الفلسطينيين المقيمين في المملكة، منذ فبراير/شباط 2019، ومنهم رجال أعمال وأكاديميون وطلاب.
وأفاد “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”، ومقره جنيف، أن نحو 60 فلسطينياً اعتقلتهم المملكة منذ ذلك الحين، في حين يقدر آخرون أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
وحذرت منظمة العفو الدولية، الأحد 4 أكتوبر/تشرين الأول، من أن مجموعةً من 68 فلسطينياً يواجهون جلسة محاكمة ثانية أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية، فيما لم يُعلن حتى الآن عن التهم الموجهة ضدهم.
يأتي من بين الأشخاص الذين يخضعون للمحاكمة الطبيب الفلسطيني محمد صالح الخضري، البالغ من العمر 82 عاماً، وهو قيادي مخضرم في حركة حماس، وكان مسؤولاً عن تنسيق العلاقات مع السعودية لما يزيد على عقدين، وابنه هاني.
لطالما كان الخضري على علاقة بالعائلة المالكة السعودية والأجهزة الأمنية، وكان قناة محادثاتهم غير المباشرة مع حماس، قبل أن يُعتقل في أبريل/نيسان 2019.
وتقول منظمة العفو الدولية إن عائلة الخضري لم يُسمح لها بالاتصال بمحامٍ أثناء الاحتجاز، ودعت المنظمة العاهل السعودي الملك سلمان إلى إطلاق سراح وسيط حركة حماس في السعودية.
وأوضح دلول أن الخضري لم يعد الممثل الرسمي لحركة حماس منذ عام 2011، وسط تشديد للوائح السعودية بشأن حملات جمع التبرعات لفلسطين، والتي بدأت منذ الانتفاضة الثانية، بعد اتهامات أمريكية بأن بعض هذه التبرعات تندرج تحت مستوى أعمال “تمويل للإرهاب”.
وقال الصحفي الفلسطيني إن خنق الموارد المالية كالتبرعات بدأ منذ ما يقرب من 20 عاماً، وبعد ثورات الربيع العربي، في عام 2011، أصبح من المستحيل جمع التبرعات لفلسطين في المملكة.
وتشير التطورات الأخيرة إلى تفاقم سوء العلاقة بين المملكة والفصيل المتمركز في غزة، منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الداعم القوي لإسرائيل، وصعود محمد بن سلمان إلى ولاية عهد السعودية.
ودعت حماس في سبتمبر/أيلول 2019، الملك سلمان إلى الإفراج عن الخضري لأسباب إنسانية، في إشارة إلى تدهور صحته في السجن بسبب الشيخوخة والسرطان.
كما حذّرت منظمة العفو الدولية مؤخراً من أن الخضري معرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا أثناء وجوده في السجن، مثله مثل المعتقلين الفلسطينيين الآخرين.