موقع أمريكي: مؤشرات خطر حقيقي يهدد حياة محمد بن نايف
قال موقع ديلي بيست الأمريكي إن هناك مؤشرات خطر حقيقي على حياة ولى العهد السابق الأمير المعتقل محمد بن نايف المحتجز في مكان مجهول بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان.
ونقل موقع ديلي بيست عن مصدر مقرب من العائلة المالكة قوله: إن قيام محامي محمد بن نايف بإقحام الرأي العام في قضية اعتقاله عبر الإدلاء بتصريحات لصحيفة فايننشال تايمز؛ يشكل تكتيكا غير اعتيادي من قبل عائلة الأمير المحتجز.
وأضاف المصدر أن المحامين لن يتحدثوا إلى الصحف من دون موافقة محمد بن نايف أو عائلته، وأن اللجوء إلى خيار الحديث إلى الرأي العام يعني وجود مؤشرا خطر حقيقي يهدد حياة الأمير محمد بن نايف.
وعبّر محامون يمثلون محمد بن نايف عن قلقهم المتزايد على صحته في ظل إخفائه قسريا منذ 5 أشهر بأوامر من محمد بن سلمان ووجود مؤشرات مقلقة حول مصيره.
وقال المحامون بحسب ما نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية، إن طبيب محمد بن نايف لم يسمح له بزيارته مطلقا وأن مكان اعتقاله غير معروف ولا توجد أي معلومات أو مؤشرات على حالته.
ونقلت الصحيفة عن الفريق القانوني الذي يمثل بن نايف وطلب عدم الكشف عن هويته، قوله إن عائلته لم يسمح لها بزيارته منذ اعتقاله مع الأمير أحمد بن عبد العزيز في آذار/ مارس.
وقال المحامون: “لا يعرفون مكان احتجازه وكل المكالمات معه سطحية، وهذا وضع خطير” و”لا أحد يستطيع رؤيته، ولم يتم توجيه تهم إليهما”.
وكان ينظر للأميرين محمد بن نايف وأحمد بن عبد العزيز كمرشحين منافسين للأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية الذي هز صعوده السريع إلى السلطة طريقة تداول السلطة التقليدية في البلاد، وعيّن بدلا من محمد بن نايف، في حزيران/يونيو 2017، الذي وضع لفترة تحت الإقامة الجبرية وجرد من كل سلطاته.
وكان الأميران بن نايف وأحمد في رحلة بالصحراء عندما اعتقلا في آذار/ مارس حسبما يقول المحامون الذين يمثلونهما. وزادت المخاوف حول حياة محمد بن نايف بعدما اتهم مساعده السابق سعد الجبري الأمير بن سلمان بمحاولة اغتياله، وقدم ضده دعوى قضائية هذا الشهر في الولايات المتحدة.
وكشف الجبري في الدعوى، أن بن سلمان أرسل فرقة قتل لتلاحقه في منفاه بكندا. وكان الجبري قد اتهم ولي العهد باستهداف عائلته وسجن ابنه وابنته في محاولة للضغط عليه كي يعود إلى السعودية. واعتقلت سارة (20 عاما)، وعمر (22 عاما) في شهر آذار/ مارس، أي في نفس الفترة التي اعتقل فيها الأميران محمد وأحمد.
وكحال هذين الأميرين، لا يعرف شيء عن مكان اعتقال ابنيْ الجبري. وبعد تعبير عائلة الجبري عن قلقها على ولديها ومكان اعتقالهما، طلب محمد بن نايف إرسال البيانات البنكية إليه، فيما يعتقد المحامون أنه طلب جاء بالضغط. وقال المحامون إن “ظروفه وحقيقة عدم وجود مصدر مستقل قادر على تأكيد حالته الصحية، تعني أن أي طلب يزعم أنه منه يجب التعامل معه بحذر وأنه لا يصدر بناء على رغبته”.
وأضافوا أنهم باتوا يخشون على زوجة الأمير محمد بن نايف وابنتيه اللاتي منعن من السفر، ويتم الضغط عليهن من أجل الضغط على ولي العهد السابق.
ولم تعلق الحكومة السعودية بشكل علني على حالتي الجبري أو محمد بن نايف. ونقلت الصحيفة عن مقرب من الديوان الملكي قوله إن السلطات السعودية تتهم الجبري بعدم إنفاق 11 مليار دولار بطريقة جيدة، واختلاس ما بين 4-6 مليارات دولار تم تهريبها خارج البلاد.
وقال الشخص إن نفس الاتهامات وجهت للأمير محمد بن نايف، الذي كان قبل ثلاثة أعوام من أقوى الشخصيات في البلاد وأكثرها شهرة واحتراما في الخارج.
واعتبرت عائلة الجبري اتهامات الفساد بأنها سياسية. ويعترف قادة المخابرات الغربيون بالدور الذي قام به الأمير محمد بن نايف وسعد الجبري في مكافحة المتطرفين الإسلاميين أثناء العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وأقاما صلات قوية مع نظرائهما في واشنطن ولندن.
وعاد الأمير أحمد بن عبد العزيز إلى المملكة بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول عام 2018، حيث واجهت العائلة أزمة دبلوماسية كبيرة. وقضى الأمير فترة قصيرة في لندن، فسرها بعض المراقبين على أنها فترة لعدم ارتياحه للمسار الذي اتخذته المملكة في ظل الأمير الشاب.
وعند اعتقاله مع الأمير محمد الذي يعاني من مشاكل صحية، لم يكونا يمثلا تهديدا على فرص محمد بن سلمان في الوصول إلى العرش.
ورأى البعض أن اعتقال الأميرين كان بمثابة رسالة لأي من الأمراء الذي يحاولون أو يفكرون بتحدي بن سلمان، وأنه لن يتسامح مع أي معارضة.
وفي البداية كانت عائلة بن نايف على اتصال منتظم معه، إلا أن المكالمات أصبحت محدودة حسبما يقول المحامون. مع أنها مراقبة كما يعتقدون.