بن سلمان يضعف مؤسسات المملكة للسيطرة على الحكم
يكثر الحديث في المملكة عن الحالة الصحية والقدرة الذهنية للملك سلمان وأنه تحول إلى مجرد واجهة لحكم نجله ولي العهد محمد بن سلمان.
ويقدم بن سلمان نفسه على أنه واجهة النظام وصاحب القرار الأبرز فيه، إلا أن تراجع حضوره الدولي -نتيجة الإخفاقات المتكررة وما يلاحقه من فضائح أثار تساؤلات بشأن إمكانية أن يخسر فرصته في الجلوس على العرش حال وفاة والده.
ولتبديد هذه الشكوك يعمد بن سلمان إلى تغييب مؤسسات المملكة بما في ذلك إضعاف أقطاب الأسرة المالكة وإبعاد رموزها عن دوائر صنع القرار.
ويفرض بن سلمان هيمنته على مؤسسات المملكة ويسيطر بحكم الفرد الواحد وتصعيد مرتزقته المقربين منه إلى مراكز القرار الحساسة.
لكن يجمع مراقبون أنه حتى لو نجح بن سلمان في التثبت في السلطة، فإنه سيجد نفسه بحاجة إلى إعادة إنتاج توافق محلي وإقليمي يضمن استقراره في الحكم.
إذ تلاحق بن سلمان سمعة ملطخة دوليا بعد أن ارتبط أسمه بمؤامرات وفضائح وقمع داخلي وتحول إلى واحد من أكثر القادة المنبوذين عالميا.
وانتشرت تقارير الإعلام الغربي التي تتحدث عن فضائح متوالي لمحمد بن سلمان في ظل سلسلة من المحطات المشينة منذ صعوده للحكم منتصف عام 2017.
ومن أبرز فضائح بن سلمان جريمة قتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018.
وتتوارد تقارير المنظمات الحقوقية الدولية ووسائل الإعلام الغربية في إبرز انتهاج بن سلمان الحكم بالقمع وسحق أي معارضة.
إذ أنه تورط باعتقال عشرات الدعاة وناشطي حقوق الإنسان والصحفيين ومشايخ القبائل فضلا عن احتجاز أمراء ورجال أعمال ونهب أموالهم.
كما يتم تسليط الضوء على تهاوى خطط بن سلمان في جذب الاستثمارات الخارجية وتنشيط اقتصاد المملكة الذي يعاني من تدهور قياسي بفعل فشل رؤية 2030 الاقتصادية التي أطلقها ولي العهد.
إلى ذلك شوهت الحرب الإجرامية على اليمن وقتل آلاف المدنيين صورة بن سلمان وحولته إلى مجرم حرب يتم المطالبة بمحاكمته دوليا.
فضلا عن ذلك فإن ولي العهد سجل فشلا ذريعا في حماية منشآت المملكة والعجز عن الرد خاصة من جماعة أنصار الله “الحوثيين” المدعومين من إيران.
وارتبط اسم محمد بن سلمان بتفجير أزمة خليجية وفرض الحصار على قطر مع حلفائه في الإمارات والبحرين ومصر.
كما تورط ولي العهد ولا يزال بدعم ثورات مضادة للربيع العربي وقمع حكم العسكر في الدول العربية التي تشهد احتجاجات تنادي بالحرية والديمقراطية.
أما الصورة النمطية لبن سلمان فارتبطت بالتبعية الكاملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتقديم المليارات لكسب دعمه.
إضافة إلى ذلك تورط ولي العهد بسلسلة فضائح تجسس وقرصنة عبر تويتر أخرها اختراق هاتف مؤسس أمازون جيف بيزوس.
ويجمع مراقبون على أن المملكة ابتليت بحاكم متهور همه الأول التمسك بكرسيه وعرشه دون أي اعتبار مصالح ومستقبل شعبه.