34 في سجونها.. السعودية الأكثر عربيا قمعا واعتقالا للصحفيين
تعد السعودية الأكثر عربيا قمعا واعتقالا للصحفيين في ظل مواصلة سلطات نظام آل سعود اعتقال 34 في سجونها في وقت تعرض عدد أخر للقتل أو الموت المتعمد بفعل التعذيب في السجون.
وأظهرت الحصيلة السنوية لمنظمة “مراسلون بلا حدود” أن عدد الصحفيين المعتقلين في العالم وصل إلى 387 في نهاية العام 2020 وهو عدد لم يشهد تغيرا كبيرا منذ سنة رغم حصول ارتفاع في عمليات التوقيف على ارتباط بالأزمة الصحية.
وأحصت المنظمة عام 2019م 389 صحفيا مسجونا لأسباب تتعلق بممارسة المهنة، يتركز أكثر من نصف هؤلاء في خمس دول (61 %) .
وتبقى الصين الدولة التي تضم أكبر عدد من الصحفيين مع 117 تليها المملكة السعودية (34) ومصر (30) ففيتنام (28) وسوريا (27).
وشددت “مراسلون بلا حدود” في تقريرها على أن “عدد الصحفيين المعتقلين في العالم يبقى عند مستوى قياسي مرتفع”.
وقال الأمين العام للمنظمة “كريستوف ديلوار” في بيان إن النساء “اللواتي يزداد عددهن في المهنة لسن بمنأى” عن التوقيفات.
وجاء في التقرير أن عدد الصحفيات “المحرومات من حريتهن” يبلغ راهنا 42 امرأة في مقابل 31 في 2019 بزيادة نسبتها 35 %.
وتصدر نظام آل سعود قائمة سوداء لأنظمة تورطت بقتل صحفيين وعدم محاسبة الجناة بحسب ما تؤكده منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وبحسب تقرير لليونسكو، سابقا، فإنه لم تتم حتى الآن إدانة ما يقارب 90% من الأيدي الملوثة بدماء أكثر من ألف صحفي قتلوا خلال السنوات الـ12 الأخيرة أبرزهم الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقتل خاشقجي بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان داخل قنصلية المملكة في اسطنبول التركية مطلع تشرين أول/أكتوبر 2018 فيما لم يتم حتى الآن محاسبة الجناة.
وفي يوليو الماضي، طالبت منظمة مراسلون بلا حدود الدولية، بإجراء تحقيق دولي مستقل ترعاه الأمم المتحدة لتحديد مسؤولية سلطات آل سعود في قضية وفاة الصحفي صالح الشيحي بعد خروجه من سجون الأخيرة بوقت قصير.
وذكرت منظمة مراسلون بلا حدود، في تقرير لها، أن الحالة الصحية للشيحي تدهورت بشكل سريع وأدخل إلى العناية المركزة بعد الإفراج عنه في 19 مايو/ أيار الماضي.
وأشارت المنظمة إلى ما أوردته وسائل إعلام سعودية إلى أن الشيحي كان يعاني من أعراض إصابته بفيروس كورونا وسط شكوك هائلة بتعرضه للتعذيب والإهمال الطبي.
وكان الشيحي اعتقل من سلطات آل سعود في 2018، بعد ظهوره في برنامج “ياهلا” عبر قناة “روتانا خليجية”، وتحدث فيه عن الفساد داخل الديون الملكي، لكن صحته تدهورت بعد أن أفرج عنه في مايو/أيار الماضي.
ونعى مغردون سعوديون الصحفي الشيحي، الذي عرف بمهاجمته للفساد في المملكة وتم اعتقاله لفترات طويلة على خلفية آرائه العلنية. وأشاد هؤلاء بمناقب الشيحي ودوره الإعلامي في الدفاع عن المواطن السعودي وفضحه لملفات الفساد داخل الديوان الملكي.
ونعت شخصيات عربية وسعودية ومنصات متعددة، تحت وسم #صالح_الشيحي الصحفي الراحل، وطالبوا بتحقيق دولي بظروف وفاته، وقال بعضهم إن “الشيحي هو الضحية الجديدة لمنشار بن سلمان الذي يقطع ويقتل ويعذب بطرق مختلفة”.
وقالوا إن الراحل دافع عن وطنه وانتصر لقضاياه وقدم النصح لحاكميه طوال عمره، وأنه من حبه لوطنه سمّى ابنته “وطن”، فيما أطلق آخرون لقب “كاتب المهمشين”.
وألمحوا إلى أن الشيحي تم اغتياله بطريقة جديدة، عبر الإهمال الطبي والتعذيب النفسي و الجسدي، قبل أن تفرج عنه سلطات آل سعود.