كشفت مجلة Globes العبرية عن خفايا مثيرة لصفقات تجارية سرية تتم منذ أشهر بين السعودية وإسرائيل في ظل دفع ولي العهد محمد بن سلمان إلى علاقات أكثر انفتاحا مع تل أبيب من وراء الستار.
وكشفت المجلة عن وصول العشرات من رجال الأعمال الإسرائيليين إلى السعودية، بعد أن رفعت الرياض الحظر المفروض على نزول الإسرائيليين في أراضي المملكة، ورغم أنه لا وجود لاتفاق تطبيع رسمي، لكن المساعي جارية بالفعل بين الرياض وتل أبيب.
ووفقاً للمجلة الإسرائيلية فإن العلاقات التجارية السعودية الإسرائيلية تتم من خلف الكواليس، عن طريق شركات مسجلة في دول أوروبية أو دول أخرى.
وأوضحت أن السلطات السعودية سمحت منذ شهور بدخول رجال الأعمال الإسرائيليين بجوازات سفرهم، بعد حصولهم على تأشيرات خاصة.
وأفادت بأن “الصفقات التجارية للشركات الإسرائيلية ستُوقّع قريباً مع السعودية، وستسبق الاستثمارات مع صندوق الثروة السيادي، ولكن على عكس الإمارات، فإن هذه المعاملات تتم بين رجال الأعمال والقطاع التجاري الخاص، وليس بين الدولتين مباشرة”.
وأكدت المجلة العبرية أن زيارات رجال الأعمال الإسرائيليين للسعودية نتج عنها صفقات بملايين الدولارات مع الشركات الإسرائيلية والتي يتوقع تنفيذها في السعودية، وهي استخدام تكنولوجيا المياه، وتقنيات التكنولوجيا الزراعية، حيث تتم مراقبة هاتين التقنيتين عن كثب من قبل العائلة المالكة.
ونبهت إلى أن سهولة حصول رجال الأعمال الإسرائيليين على تأشيرة خاصة لدخول السعودية، جعلتهم يستغلون ذلك لاغتنام فرصة مشروع مدينة نيوم.
وكان مشروع نيوم زاره رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، والتقى سرا مع بن سلمان في تشرين أول/نوفمبر 2020، بحضور وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو.
ونقلت المجلة عن رجال الأعمال الإسرائيليين قولهم “لم نتفاجأ من الاستثمارات داخل السعودية، لدينا كل ما نحتاجه للحفاظ على علاقة تجارية؛ التحويلات المصرفية المباشرة، وتوقيع المعاملات، ونقل البضائع”.
فيما صرح مسؤول سعودي كبير للمجلة دون ذكر اسمه أن “عدد الطلبات المقدمة من رجال الأعمال السعوديين للحصول على تأشيرات لدخول إسرائيل آخذ في الازدياد، كما أن اجتماعات بين رجال الأعمال من الجانبين تجري في الإمارات والبحرين”.
ولفتت المجلة إلى أن الشراكة التجارية بين إسرائيل والسعودية في انتظار شركة جاريد كوشنر التي استثمر فيها صندوق الثروة السعودي 2 مليار دولار، بموافقة بن سلمان، وقد تم تخصيصها للاستثمار في الشركات الإسرائيلية في مجالات التكنولوجيا المتقدمة.
وبجانب الشراكات الاقتصادية الناشئة بين الرياض وتل أبيب، فهناك تعاون في مجال الأمن والاستخبارات، وتتضمن مبيعات أنظمة الأمن الإسرائيلية إلى السعودية بحسب المجلة.
وختم الكاتب الإسرائيلي Danny Zaken الذي أهد تقرير مجلة Globes بأنه “منذ أكثر من عشرين عاماً كانت لدينا علاقة غير مباشرة مع السعودية، لكن الأشهر الأخيرة كانت طفرة غير مسبوقة”.