رصدت لجنة حماية الصحفيين الدولية أوضاعا خطيرة لحرية الصحافة في السعودية في ظل قمع الحريات من نظام آل سعود.
منذ انطلاق ثورات الربيع العربي عام 2011م، اتّبعت بلدان عديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المسار القمعي بحق الصحفيين.
والآن بعد عشر سنوات من انطلاق الثورات التي طالبت بإصلاحات ديمقراطية إلا أن البلدان العربية تشهد مزيدا من القمع والقتل.
ولغاية شهر كانون الأول/ ديسمبر 2020، كان هناك 89 صحفياً سجيناً في 10 بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وهو أعلى رقم تسجله المنطقة منذ أن بدأت لجنة حماية الصحفيين بإحصاء أعداد الصحفيين السجناء سنة 1992.
ومعظم هؤلاء الصحفيين محتجزون على خلفية اتهامات تتعلق بمناهضة الدولة ونشر أخبار كاذبة؛ فيما يُحتجز كثيرون آخرون دون توجيه أية اتهامات ضدهم.
وتميزت مصر والسعودية بحدوث طفرات كبيرة في أعداد الصحفيين السجناء.
في السعودية، لم يكن هناك أي صحفي في السجن سنة 2011.
لكن سلطات آل سعود اعتقلت صحفيين سنة 2012 في أعقاب احتجاجات تطالب بإصلاحات.
وفي أواخر عام 2020 كان هناك ما لا يقل عن 24 صحفياً في السجون السعودية.
تجريم الصحافة
وشهدت المنطقة خلال العقد الماضي مقتل 50 صحفياً، بما في ذلك جريمتا قتل دُبرتا على مستوى رسمي رفيع لم تتم مساءلة مرتكبيهما.
وتعرِّف لجنة حماية الصحفيين حالات قتل الصحفيين بأنها تلك التي يُستهدفون فيها كانتقام مباشر منهم بسبب عملهم.
وفي أسوأ جرائم القتل صيتاً وسمعة، قام مسؤولون رسميون بقتل صحفيين بطريقة بدت وكأنها صُممت لتهزأ من فكرة العدالة.
ففي تشرين الأول/ أكتوبر 2018، قام مسؤولون في أجهزة الجيش والاستخبارات السعودية بقتل جمال خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.
وكان هذا الصحفي يكتب في صحيفة ’واشنطن بوست‘. وقد قُتل وفق جريمة رسمية مدبرة.
كما توفي الصحفي صالح الشيحي في 20 يونيو عقب تدهور حالته الصحية منذ خروجه من سجون آل سعود قبل شهرين.
وكان الشيحي اعتقل من سلطات آل سعود في 2018، بعد ظهوره في برنامج “ياهلا” عبر قناة “روتانا خليجية”.
وتحدث فيه عن الفساد داخل الديون الملكي، لكن صحته تدهورت بعد أن أفرج عنه في مايو/أيار الماضي.
واتهم الشيحي الديوان الملكي علانية بالفساد، وبتوزيع أراض على أشخاص دون حق، إلا أن قناة “روتانا” حذفت هذا الجزء من الحلقة.
وتسود اعتقادات بأن نظام آل سعود قام بتسميم الصحفي الشيحي داخل السجن.
وتسلط جريمتا قتل الصحفيين خاشقجي والشيحي بهذه الوحشية الضوء على اتجاه أوسع من الإفلات من العقاب في جرائم قتل الصحفيين.
ويتراوح مرتكبو هذه الجرائم ما بين جهات رسمية فاعلة باتت ضعيفة ولكنها لا تزال خطيرة.
التجسس على الصحفيين
ويُشتبه في قيام حكومات أخرى في المنطقة باستخدام برمجيات خبيثة في استهداف الصحفيين.
فالسعودية، كمثال، راقبت هواتف أشخاص العديدين ممن وردت أسماؤهم في قائمة الأسماء الموجودة في هاتف خاشقجي قبل أن يقوم عملاؤها بقتله.
يذكر أن السعودية تقبع في المرتبة 170 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في وقت سابق هذا العام.