أطلق شخصيات يمنية داخل الوطن وخارجه ائتلافا جديدا لإنقاذ البلاد من سياسات التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات التي دمّرت اليمن وأوصلته إلى حالة الانسداد السياسي.
ويهدف الائتلاف الوطني اليمني إلى إجراء مصالحة وطنية، ومحاولة تفعيل دور الحكومة الشرعية لإعادة الدماء إلى عروقها بعد أن أصبحت مشلولة وعاجزة عن إدارة شؤونها بسبب مصادرة التحالف العربي لكافة قراراتها السيادية.
وانطلق الائتلاف إلكترونيا من مدينة تعز وعدن ومأرب وشبوة والعديد من المدن الأخرى للدعوة لإنقاذ اليمن، بالإضافة إلى العشرات من المدن والعواصم العربية والعالمية التي يتواجد فيها يمنيون، والذين جمعتهم وحدة الهدف وواحدية الغاية من إطلاق هذا الائتلاف.
وقال الأمين العام للائتلاف الوطني اليمني الدكتور عبدالوهاب التويتي إنه بعد ست سنوات من الحرب الملعونة التي دمرت البنية التحتية وأوصلت الناس إلى حد المجاعة والخوف من المجهول والحكومة الشرعية اليمنية مغيبة في أغلب مؤسساتها إلى جانب تعطيل دور مجلس النواب، رأينا أن نرفع أصواتنا أمام العالم لنقول لهم كفى!.
وأضاف التويتي: اليمنيون لا يستحقون كل هذا الاذلال ولا اليمن يستحق كل هذا الدمار وندعو لإنقاذ البلاد.
وخاطب الحكومة الشرعية “عليها أن تتحمل مسؤوليتها أمام الشعب اليمني وسوف نكون صوت الشعب الذي يطالب هذه الحكومة بالقيام بواجباتها”.
وعبر عن أمنيته بأن يحشد الائتلاف جهود المخلصين من أبناء اليمن وتحريك الطاقات للخروج من الانسداد السياسي الحاصل في البلاد.
وقال “نطمح إلى قيام مؤتمر عام يجمع أبناء اليمن للخروج بمبادرات تعزز دور الشرعية الدستورية وتراقب كافة أعمالها من خلال حكومة ظل موازية لنسد بذلك دور مجلس النواب المغيّب”.
ووجه التويتي دعوة إلى كافة أبناء الشعب اليمني بالالتفاف حول هذا المكون الجديد الذي يمثل الجميع من الثوابت الوطنية التي انطلق منها وهي الجمهورية اليمنية، الوحدة اليمنية، الشرعية الدستورية ووثيقة مؤتمر الحوار الوطني.
وكان الائتلاف الوطني اليمني قال في بيان الإعلان “يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل والمهجر يسرنا في هذا اليوم الأغر الموافق 10-10-2020 الإعلان رسميا عن ولادة الائتلاف الوطني اليمني تحت شعار (معًا لأجل اليمن)”.
وأوضح البيان أن هذا المكوّن الوطني يتبنى منهجية إعادة بناء اليمن في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ويحافظ على قيم وتراث الأمة اليمنية، للوصول إلى بناء الدولة المدنية الحديثة.
وأضاف ان “هذا الائتلاف الذي يشرفنا تدشينه في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا يعتمد على استقلالية قراراته النابعة من المصلحة الوطنية، فهو مكون وطني يعبر عن كل أبناء اليمن شماله وجنوبه ولا ينضوي تحت عباءة أحد، والقرارات الصادرة عنه نابعة من إرادة الشعب ومصالحه العامة”.
وذكر أنه ينطلق من الثوابت الوطنية والمبادئ المجمع عليها، وفي مقدمتها النظام الجمهوري والوحدة اليمنية بشكل اتحاد فدرالي وبشرعية دستورية أساسها دستور اليمن الموحد.
وأشار إلى أن هذا الائتلاف يهدف إلى تحقيق تطلعات الشعب اليمني في وقف الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية وإعادة الإعمار، والعمل الجاد على توحيد الجهود وايجاد الحلول الجذرية في كافة مناحي الحياة، وإجراء مصالحة وطنية شاملة تستند إلى الدستور والقانون”.
وأوضح ان الائتلاف الوطني يسعى إلى بناء منظومة متكاملة جامعة لمختلف شرائح الشعب داخل وخارج اليمن.
وبحسب البيان فإن الائتلاف سيضم عددًا كبيرًا من الشخصيات الوطنية والقيادات والنخب والكوادر الفاعلة من قادة سياسيين وعسكريين واقتصاديين وإعلاميين ومنظمات مجتمع مدني ليكون بمثابة المحرك الأساسي العامل لتحقيق أهداف الائتلاف في استعادة الدولة.
وكذلك إنهاء الحرب والمظاهر الميليشياوية المسلحة، ومنع التدخل الخارجي وفرض سلطة القانون والعمل على عودة الحياة السياسية والعمل المدني السلمي الحضاري الديمقراطي.
وطالب بإنهاء الانقلاب في الشمال والجنوب، داعيا الحكومة الشرعية إلى تحمل مسؤوليتها الوطنية وممارسة دورها القيادي من أرض الوطن، والعمل على جمع الفرقاء والجلوس على طاولة الحوار وتسليم السلاح غير الشرعي وحماية مؤسسات الدولة وانهاء مظاهر حمل السلاح.
وكانت حالة الانسداد السياسي في اليمن خلقت تذمرا واسعا لدى الأطراف اليمنية والتي يعتقدون أنها بسبب التدخلات الخارجية في الشؤون اليمنية وفي مقدمة ذلك تدخلات التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات.
ودفعت التدخلات الخارجية ونهب خيرات اليمن النخبة اليمنية بكافة توجهاتها إلى التحرك نحو تأسيس وإطلاق هذا الائتلاف الشامل بعد اليأس من امكانية تحقيق أي خطوة نحو وقف الحرب في اليمن أو إعادة المياه إلى مجاريها.