قال موقع “إنتليجنس أونلاين” الاستخباري الفرنسي إن نتائج الانتخابات الأمريكية تسببت في إثارة الكثير من التوتر بأروقة القصر الملكي السعودي، ويفكر الملك سلمان بن عبدالعزيز ومستشاروه المقربون في الخطوات الأولى لإرضاء الرئيس المنتخب جو بايدن تجاه البلاد.
وكشف الموقع الفرنسي النقاب أنه قد تكون من بين الخيارات “التضحية بمحمد بن سلمان إذا بدا أنه يمثل عبئًا على النظام في تعاملاته مع الولايات المتحدة”.
وأضاف الموقع أنه “رغم أن بايدن كان يتحدث عن السعودية بكلمات قاسية خلال السباق الرئاسي، إلا أنه لم يكن يعتبر عدواً للرياض عندما كان نائباً للرئيس السابق باراك أوباما”.
ومع ذلك، وفق الموقع، “فإن القصر الملكي ينتظر لمعرفة ما إذا كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (MBS) سيكون عقبة بين البلدين”.
ويهاجم أعضاء الكونجرس الديمقراطيون الأمريكيون محمد بن سلمان منذ اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018، ويفكر المشرعون الأمريكيون الأكثر نشاطا بالفعل في فرض عقوبات اقتصادية على المسؤولين السعوديين، وفق الموقع.
وكشف الموقع أن الكونجرس سيقوم بالضغط على شاغلي البيت الأبيض الجدد لإصدار التقرير الذي يفصل مسؤولية المسؤولين السعوديين عن مقتل خاشقجي، والذي كتبه رجال المخابرات الأمريكية لكن إدارة دونالد ترامب حجبته.
والقضية الأخرى التي تثير القلق داخل القصر الملكي السعودي، بحسب الموقع، هي “الثأر الذي قام به محمد بن سلمان ومستشاريه ضد وزير الداخلية السابق وولي العهد السابق محمد بن نايف ومستشاره السابق سعد الجابري المقرب جدًا من وكالة المخابرات المركزية والذي يعيش الآن في المنفى في الولايات المتحدة، فالوكالة لا تنسى أبدا موظفيها”.
وقال الموقع: تود الرياض محاكمة نايف بتهمة الفساد ومنع عودته إلى السياسة نهائياً، ولكن تخشى الرياض الآن من حدوث توافق بين وكالة المخابرات المركزية والإدارة التي تستعد لتولي البيت الأبيض (بخصوص ملفي بن نايف والجبري)”.
وكشف “إنتليجنس أون لاين” أن الملك سلمان يستكشف الآن الخيارات التي ستكون مفتوحة أمامه إذا قرر بايدن اتخاذ موقف متشدد، على الرغم من أن “سلالة سلمان مسيطرة بقوة عل القصر الملكي”.
وأشار الموقع إلى أنه “يمكن التضحية بمحمد بن سلمان إذا بدا أنه يمثل عبئًا على النظام في تعاملاته مع الولايات المتحدة”.
وتصدر بن سلمان المشهد في السنوات الأخيرة، لكن الملك سلمان استمر في تولي زمام الأمور، كما أعرب القصر الملكي عن استيائه من مكتب ولي العهد في عدد من المناسبات، مثل تصريحاته بشأن القضية الفلسطينية.
وأيضا في ذروة قضية خاشقجي، لم يستطع الملك سلمان أن يمنع نجله من استدعاء نجله الآخر خالد بن سلمان وإنهاء عمله كسفير للسعودية في الولايات المتحدة، ليصبح نائبا لوزير الدفاع.
كان الملك يود أن يظل نجله “خالد” مدة طويله في منصبه بواشنطن لمواصلة عمله في تعزيز العلاقات الثنائية.
ووفق الموقع، “ينظر إلى خالد بن سلمان، المحبوب في الأوساط الصناعية الأمريكية، من قبل العديد ممن تم تهميشهم من قبل محمد بن سلمان في عمليات التطهير ضد الفساد ويعيشون الآن في الخارج كبديل لمحمد بن سلمان كولي للعهد، وإدراكًا منه للخطر الذي يعرضه ذلك له فإنه يضع أخيه خالد تحت المراقبة الدقيقة في الرياض”.
وأشار الموقع إلى أن الملك المسن يفكر أيضًا في أبنائه الآخرين، حيث يتمتع تركي بن سلمان، الابن الأصغر للزوجة الثالثة للملك، فهدة بن فلاح بن سلطان بقبضة قوية على الأعمال التجارية، وكذلك سعود بن سلمان، الابن الوحيد للملك من زوجته الثانية، سارة بنت فيصل السبيعي.
وقال إن “سلطان بن سلمان وعبد العزيز بن سلمان وفيصل بن سلمان أبناء زوجة الملك الأولى سلطانة بنت تركي السديري قريبون أيضا من القصر الملكي، حيث يقود عبد العزيز بن سلمان المصدر الرئيسي للإيرادات في البلاد كونه وزير النفط الآن، أما رجل الأعمال الثري فيصل بن سلمان الذي أسس جدوى للاستثمار والمجموعة السعودية للإعلام البحثي، فهو حاكم المدينة المنورة”.
وتابع أن “سلطان بن عبد العزيز، الذي تم إبعاده من رئاسة الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني (SCTH) إلى منصب جديد كرئيس لوكالة الفضاء السعودية العام الماضي، هو الاستثناء في الأمر، حيث لا يزال بعيدًا عن الأضواء، ويقضي معظم وقته بين ألمانيا والنمسا ويبتعد عن الرياض”.
وقبل نحو أسبوع، قالت شبكة “إن بي سي”، إن العلاقات الأمريكية السعودية التي كانت وثيقة وذات “طابع خاص” في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تستمر بهذا الشكل في عهد الرئيس المنتخب جو بايدن، وستتغير، وستكون علاقة مؤسسية بين دولتين، غير أن مراقبين رأوا أن هذا التغيير لن يكون جذريا.
وقالت الشبكة الأمريكية، في تقرير لها إنه عندما زار ترامب المملكة في أول زيارة خارجية رسمية له عام 2017، تم إغراقه بالاحتفالات، وظلت العلاقة بين البلدين دافئة طوال فترة إدارته.
لكن بينما يستعد “جو بايدن” ليصبح الرئيس السادس والأربعين ، فمن غير المحتمل أن يجعل من الرياض محطة اتصال متكررة.