أعلنت سلطات آل سعود التعليق المؤقّت لدخول الراغبين بأداء العمرة إلى أراضيها، وذلك في إطار سلسلة إجراءات احترازية ترمي لمنع وصول فيروس كورونا المستجدّ إلى المملكة.
وقالت وزارة الخارجية في نظام آل سعود في بيان إنّه في إطار “إجراءات وقائية استباقية لمنع وصول الفيروس إلى المملكة وانتشاره” تقرّر “تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف (في المدينة المنورة) مؤقتاً، وتعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية للقادمين من الدول التي يشكّل انتشار فيروس كورونا الجديد منها خطراً”.
وتستقطب العمرة شهرياً مئات آلاف المسلمين من مختلف بلدان العالم. ويأتي القرار السعوديّ قبل شهرين من حلول شهر رمضان حين تتضاعف أعداد المعتمرين.
ويعدّ المعتمرون والحجاج في مكة أكثر عرضة للعدوى، نتيجة لظروف الازدحام الشديد في أماكن الصلاة وتناول الطعام وفي وسائل النقل.
وأعلنت الوزارة أيضاً “تعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقّل من وإلى المملكة”.
لكنها استثنت من ذلك “السعوديين الموجودين في الخارج في حال كان خروجهم من المملكة ببطاقة الهوية الوطنية، ومواطني دول مجلس التعاون الموجودين داخل المملكة حالياً، ويرغبون في العودة منها إلى دولهم، في حال كان دخولهم ببطاقة الهوية الوطنية”.
وأوضحت أنّ الهدف من ذلك هو أن “تتحقق الجهات المعنية في المنافذ من الدول التي زارها القادم قبل وصوله إلى المملكة، وتطبيق الاحترازات الصحية للتعامل مع القادمين من تلك الدول”.
وعلى الفور، أوردت قناة الإخبارية السعودية الحكومية أنّ السلطات بدأت بتعليق السفر ببطاقة الهوية الوطنية عبر جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين.
وأكّد بيان الوزارة أنّ “هذه الإجراءات مؤقّتة، وتخضع للتقييم المستمر من قبل الجهات المختصة”، مشيرة إلى “دعمها لكافة الإجراءات الدولية المتخذة للحد من انتشار الفيروس”.
وأضافت أنّ الجهات الصحية بالمملكة “تتابع عن كثب تطورات انتشار فيروس كورونا”، وطلبت من مواطنيها عدم السفر إلى الدول التي تشهد انتشاراً للفيروس.
ويأتي القرار السعوديّ فيما يواصل الفيروس انتشاره بوصوله إلى أميركا اللاتينية حيث سجّلت الأربعاء أول إصابة في البرازيل، واستمراره في الوقت نفسه بالتمدّد في أوروبا وآسيا، ما يثير قلقاً عالمياً خصوصا مع انتشاره في نحو اربعين دولة.
وكانت وزارة الصحة البحرينية أعلنت الثلاثاء تسجيل 15 إصابة – بينهم ست سعوديات- بعد عودتهم من ايران عبر دبي أو الشارقة في الإمارات، ليرتفع عدد الحالات فيها إلى 23 على الأقل. وسجلت الإمارات 13 حالة والكويت ثماني حالات.
وقبل أسبوعين حذرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين اليوم من ضعف إجراءات المتخذة من المملكة العربية السعودية لحماية المعتمرين من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وقالت الهيئة الدولية في بيان لها، إن سلطات آل سعود لم تعلن أي خطة مفصلة بشأن ضمان حماية المعتمرين من خطر الإصابة بالفيروس في ظل تدفق آلاف منهم من عدة دول بعضها تم تسجيل الإصابة بالفيروس فيها.
وأكدت الهيئة الدولية على الحاجة إلى تعاون إسلامي مشترك في وضع استراتيجية لحماية المعتمرين وضمان أداء الشعائر الدينية دون أي خطر على صحتهم بما يشمل المطارات ورحلات السفر من وإلى السعودية.
وشددت على الحاجة إلى هذا التعاون في ظل الانتشار المقلق لفيروس كورونا الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية بسببه في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، في وقت وصل عدد ضحايا الفيروس إلى 910 أشخاص، وتجاوز عدد الحالات المصابة في العالم حتى الآن 40 ألف حالة.
ونبهت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين إلى أن التجارب السابقة لا تضمن الاعتماد على السلطات السعودية وحدها في ضمان سلامة المعتمرين وعدم انتشار القلق في صفوفهم.
وشددت الهيئة الدولية على أنه قد حان الأوان لإشراك المؤسسات والحكومات الاسلامية ذات الخبرة في إدارة الأماكن الدينية في إدارة جميع الأماكن الدينية في السعودية وذلك لضمان تطبيق أفضل معايير الأمن والسلامة.
يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.
وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وأنها تحرص على ضمان عدم إضرار السعودية بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين.
وتهدف الهيئة الدولية للعمل على ضمان قيام السعودية بإدارة الحرمين والمواقع الإسلامية بطريقة سليمة صحيحة تحافظ على ماضي الإسلام وحاضره، وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة للرياض عبر مجلس نصح إسلامي، وإشراك الدول المسلمين في إدارة المشاعر المقدسة، ووقف أشغال طمس الهوية الإسلامية في مكة والمدينة “والذي تقوم به السعودية بصورة محمومة من خلال التوسع العمراني الغير المحدود والذي قضى على الكثير من تلك المواقع، ومسح الوجود الإسلامي فيها”, ومنع استفراد السعودية بإدارة المشاعر المقدسة بما قد يؤثر على سلامة الحجاج والمعتمرين.
وايضاً تهدف للعمل على عدم إغلاق المشاعر “لأسباب غير مقنعة” مثل زيارة الشخصيات البارزة أو المشاهير أو ضيوف السعودية ورصد أي انتهاك تتورط فيه السعودية بحق أي حاج أو معتمر لدى زيارته للمشاعر المقدسة. واخيراً الحرص على توزيع حصص الحج والعمرة على الدول المسلمة بشكل عادل لا محاباة فيه ولا وساطة.