قال تحليل عبري إن ولي العهد محمد بن سلمان ظهر كمساند إقليمي بارز لإسرائيل في حربها على قطاع غزة بما في ذلك الدفاع عنها عسكريا وتقديم غطاء سياسيا لها.
وجاء في تحليل نشره موقع (globes) العبري أن الحرب على غزة أظهرت الدعم الأمريكي لإسرائيل، لكن واشنطن ليست الوحيدة التي تفعل هذا.
وقال التحليل “تعمل السعودية زعيمة العالم السني، بعدة طرق مع إسرائيل، أو على الأقل مع مصالح مماثلة للمصالح الإسرائيلية”.
فعلى الجانب العسكري، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال ووسائل إعلام أخرى، اعترض نظام الدفاع الجوي السعودي صواريخ الحوثي الباليستية التي أطلقت على إسرائيل.
في الوقت نفسه، تعرض يوم الخميس الماضي مستودع للصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار لهجوم في العاصمة اليمنية صنعاء، عندما نسبت شبكة “العربية” السعودية الهجوم إلى إسرائيل، لكن هناك احتمالا كبيرا بأن يكون مثل هذا الهجوم شنته السعودية.
وعلى الجانب الدبلوماسي، تسعى الرياض جاهدة لمنع تحول الحرب إلى حملة إقليمية. وبحسب وكالة بلومبرغ، فإن السعودية تقدمت لإيران بعرض تقديم مساعدات اقتصادية واستثمارات لبلد يخضع للعديد من العقوبات، مقابل التزام من جانبها بضمان عدم توسع الحرب.
وذكر الموقع العبري أن السعودية وكل بلدان مجلس التعاون الخليجي ـ باستثناء قطر ـ لديها مصلحة واضحة في هزيمة حماس، وانتقال السلطة في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية.
وزعم الموقع أن المقاومة الفلسطينية سعت في هجومها على مستوطنات ومواقع إسرائيلية قرب غزة إلى إحباط عملية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والتي تقدمت في الأشهر الأخيرة.
وقال الدكتور يوئيل جوزانسكي، رئيس الساحة الإقليمية في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، إن “السعوديين لا يحبون الحرب الحالية حقًا لأنها يمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية من شأنها أن تضر بهم أيضًا”.
وأضاف “إن خوفهم الأكبر هو نشوب حرب إقليمية، حتى لو لم تمتد إلى أراضيهم، فسوف يتضررون منها بشكل غير مباشر بسبب عدم الاستقرار الإقليمي”.
وذكر أن محمد بن سلمان يأمل في هزيمة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية “لأن هزيمة حماس هي ضربة للإسلام السياسي، أي جماعة الإخوان المسلمين”.
وأشار جوزانسكي إلى مسألة مثيرة للاهتمام، ويقول إن “هناك شكوكا كبيرة بين السعوديين ودول أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة، في أن لدى إسرائيل التصميم السياسي والسياسي للمضي قدما ضد حماس، لأنها تمتلك القدرة على ذلك”.
وبحسب قوله، فإن هذه الشكوك ترجع جزئياً إلى الضغوط الأميركية الشديدة. “السعوديون يطلبون من إسرائيل بهدوء أن تضرب حماس، لكنهم ينتقدون إسرائيل علناً لضربها حماس والفلسطينيين. وهذا ستار من الدخان الواعي لأن شعبهم يتعاطف مع الفلسطينيين”.