قالت منظمة حقوقية إن السلطات السعودية عمدت إلى قمع كل أشكال التضامن مع فلسطين في ظل الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو شهر وعمليات القتل اليومية في الضفة الغربية.
وفي سبتمبر 2023، قال ولي العهد محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية، أنه “يريد حياة جيدة للفلسطينيين”، وأن القضية الفلسطينية مهمة في مسألة التطبيع مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي.
بعد ثلاث أسابيع تقريبا على المقابلة، وعلى وقع قتل سلطة الاحتلال الإسرائيلي للآلاف في قصف على قطاع غزة في فلسطين، منعت السعودية نادي الهلال وهو أحد أندية صندوق الاستثمارات، من نشر صورة تظهر تضامنا مع الضحايا في القطاع، في تناقض واضح مع كلام ولي العهد.
المعلومات أشارت إلى توجيهات رسمية للنادي دفعت إلى إزالة صورة أحد لاعبيه وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، فيما نشر العديد ممن شاركوها اعتذارا رسميا عن الحديث في أمور “سياسية في رياضتنا الحبيبة”.
إضافة إلى ذلك، يسري حرمان السعودية لسكانها من الحق في التظاهر والتجمع السلمي على التضامن مع الفلسطينيين، فيما شهدت معظم مدن العالم مظاهرات تأييدا لحق الشعب الفلسطيني في الحياة.
وسابقا، كانت السلطات السعودية قد اعتقلت خالد العمير على خلفية دعوته للتظاهر نصرة لغزة.
وإلى جانب منع التضامن، كانت السعودية قد شنت خلال السنوات الماضية حملات اعتقال تعسفية بحق فلسطينيين، حيث أكد الفريق العامل المعني بالاعتقال التعسفي التابع للأمم المتحدة، أن حرمانهم من الحرية تمييزي على خلفية أصلهم القومي الفلسطيني.
وقالت المنظمة الاوروبية السعودية لحقوق الإنسان، إن منع التضامن مع القضية الفلسطينية بشكل مباشر أو غير مباشر، يؤكد زيف ادعاءات ولي العهد في مقابلته الأخيرة حول حقوق وحياة الفلسطينيين.
وأبرزت المنظمة أن بعض المعلومات تحدثت عن ممارسات تعسفية بحق أفراد بسبب تضامنهم، من بين ذلك الطرد من العمل والاعتقال.
واعتبرت المنظمة أن منع التغريدات والتحكم فيما ينشر فريق كرة القدم، هو ضمن مسار قمع حرية الرأي والتعبير الذي تتخذه السعودية نهجا، حيث كانت مؤخرا قد أصدرت أحكاما قاسية بحق أفراد بتهم تتعلق بالتغريد والتعبير عن الرأي وصلت إلى الإعدام والسجن لسنوات طويلة.
وإلى جانب القمع الرسمي، تستخدم السعودية ما يعرف بالذباب الالكتروني لتتبع الحسابات التي تنشر ما لا يتطابق مع الرؤية الحكومية، في محاولة لترهيب النشطاء والناشرين.
إضافة إلى ذلك، فإن فرض التوجهات الرسمية على الأندية الرياضية، يكرس ما كان قد أعلنه بن سلمان عن عزمه المضي في “الغسيل الرياضي”، حيث تستخدم الحكومة السعودية بوضوح الرياضة لعكس سياساتها الرسمية والترويج لرؤيتها.
ومنذ بداية الاستثمار في الرياضة، تحاول السعودية رسم صورة لها، بعيدة عن حقيقة كونها من أكثر الدول تنفيذا للإعدام، وممارسة التعذيب، إلى جانب انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان كالاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وغيرها.
ورأت المنظمة الأوروبية السعودية أن منع تضامن فريق كرة القدم مع الضحايا الفلسطينيين، هو إمعان في قمع حرية الرأي والتعبير واستخدام الرياضة، وهو مؤشر واضح إلى موقع الحكومة السعودية محمد بن سلمان، من قضايا حقوق الإنسان في الداخل والخارج بعيدا عن الادعاءات وأموال الدعاية.