قال الكاتب ويليام هارتينغ إن الكونغرس الأمريكي سيتولى مهمة معاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إذا لم يفعل ذلك الرئيس جو بايدن.
وأضاف الكاتب ويليام هارتينغ، في مقاله بموقع “ذا هيل” الأمريكي أن رفض إدارة بايدن محاسبة بن سلمان شخصيا على دوره في مقتل خاشقجي أمر غير مقبول أخلاقيا وله عواقب استراتيجية وخيمة.
وأوضح هارتينغ أن منح بن سلمان بطاقة حرية من السجن هي تشجيع له على مواصلة سياساته المتهورة. التي تبذر عدم الاستقرار والقمع والنزاع في الشرق الأوسط.
وتابع: “كل هذا ليس من مصلحة أمريكا على المدى البعيد. كما أن الفشل في محاسبة بن سلمان سيعطي فكرة خاطئة للديكتاتوريين”.
ورأي أن الولايات المتحدة وضعت قضية حقوق الإنسان “على الرف مقابل متابعة علاقاتها مع الأنظمة القمعية”.
وأكمل: “تستحق إدارة بايدن الثناء على موقفها من دعم الحرب السعودية في اليمن وقرار وقف الدعم وتعليق. صفقات السلاح ذات العلاقة”.
خطوة أبعد
واستدرك الكاتب الأمريكي: “لكن في ظل سجل السعودية الصارخ بمجال حقوق الإنسان والذي كان مقتل خاشقجي وحرب اليمن أشنع الأمثلة عليه، فإن على بايدن السير خطوة أبعد”.
وأكد أن وقف كل صفقات الأسلحة واستخدامها كورقة نفوذ هو لكي تتوقف السعودية عن قتل المدنيين في اليمن. وأن تلعب دورا حيويا وبناء في الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب هناك.
ولاحظ الباحث بروس ريدل من معهد بروكينغز أن سلاح الجو السعودي سيظل في مرابطه بدون قطع غيار أو صيانة أمريكية ووقف الدعم سيرسل رسالة مفادها أن السلوك السعودي في اليمن غير مقبول.
وعلى المدى القصير، فإن المهمة الحيوية هي الضغط على الرياض لرفع الحظر عن اليمن والذي منع دخول المحروقات.
والمواد الإنسانية الضرورية والتي ساهمت في المعاناة ونقص الغذاء والدواء.
كما قال إن قطع العلاقات العسكرية مع النظام السعودي ستكون رسالة مهمة وخطوة نحو إعادة ضبط العلاقات. الأمريكية السعودية، ومعاقبة محمد بن سلمان هي الخطوة الأخرى.
قانون “ماغنستكي”
وفي الحد الأدنى، وفق “ذا هيل” يجب على الإدارة استخدام قانون “ماغنستكي”
الذي يعاقب الأفراد المسؤولين عن “القتل خارج القانون والتعذيب وانتهاكات صارخة لقوانين حقوق الإنسان المعترف بها دوليا” وهي تناسب وصف محمد بن سلمان.
كما قدمت الإدارة عدة مبررات لعدم معاقبته منها أن عملا كهذا سيعرقل العلاقات بين حليف مهم في مواجهة إيران والحرب على الإرهاب.
وأي من هذين المبررين لا يصمدان أمام الفحص، فمهما قدمت أو لم تقدم السعودية من معلومات استخباراتية.
فإنها تتفوق عليها الممارسة الشرسة في اليمن. التي فتحت مجالا أمام تنظيم القاعدة للعمل والتجنيد.
كما أن مفتاح العلاقة مع إيران لا يكون من خلال بناء جبهة معادية لها ومركزها السعودية. وعمل هذا سيكون بمثابة وصفة للنزاع.
والخطوة الأهم لتعامل أمريكا مع السياسة في الشرق الأوسط هي من خلال الاتفاقية النووية مع إيران وبشكل سريع.
فالاتفاقية لا تعرقل مسار إيران نحو القنبلة النووية بل وتفتح مجالا للحديث عن سلوك إيران في المنطقة، وفق الموقع الأمريكي.
نزاع الشرق الأوسط
ورأي الكاتب أن سياسة من جانب واحد تفضل السعودية كانت وراء النزاع في الشرق الأوسط وفتحت الباب أمام. التدخل في اليمن.
وكانت فكرة محمد بن سلمان، حيث اعتقد أن الحرب ستنتهي سريعا بنصر سعودي، وفق الكاتب الأمريكي.
ومع اقتراب ذكرى بداية الحرب التي أدت لمقتل ربع مليون شخص وفتحت المجال أمام الجوع والمرض، فقد فات.
وختم: “الوقت على أمريكا لكي تتخذ موقفا متوازنا في علاقاتها مع دول الخليج وإيران”.