يشكل استضافة كأس العالم في السعودية 2030 حلما هائلا للسعوديين لكنه يواجه عقبات سياسية وأخرى ترتبط بانتهاكات ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير لها اليوم إن عقبات سياسية وتقنية تعيق السعودية في مساعيها الجادة لاستضافة كأس العالم 2030.
فقد عينت المملكة مجموعة “بوسطن” الاستشارية لتحليل كيف يمكن أن تفوز في استضافة البطولة التي تقام كل أربع سنوات وهي واحدة من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة بعد ثماني سنوات فقط من أن تصبح قطر أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم 2022.
وتم الطلب طُلب من العديد من الاستشاريين الغربيين الآخرين المساعدة في المشروع بحسب الصحيفة الأمريكية.
ووفقًا لأحد المستشارين الذين يستكشفون جدوى عرض سعودي، ويقرون بأنه سيتطلب “تفكيرًا خارج الصندوق” – بما في ذلك، على الأرجح، اتفاقية لمشاركة حقوق الاستضافة مع شريك أوروبي.
وعلى الرغم من نفوذ المملكة المتزايد في كرة القدم؛ فإن العرض، سيما في شكله الحالي، يعتبر فرصة بعيدة المنال.
ورفض متحدث باسم مجموعة بوسطن الاستشارية، نقلا عن سياسة الشركة، التعليق على الحدث.
وأصبحت الرياضة بسرعة ركيزة أساسية لبرنامج رؤية السعودية 2030، وهو جهد استراتيجي لإبعاد الدولة عن الاعتماد على النفط.
ولكن في الآونة الأخيرة، تبذل الدولة جهودًا متضافرة وراء الكواليس للانضمام إلى منافستها الإقليمية قطر كقوة عظمى وسيط في كرة القدم لاستضافة كأس العالم 2030.
ومع اتخاذ قرارات مهمة في الأفق بالنسبة للفيفا، فقد خرجت المملكة العربية السعودية عن الهامش وتحاول ممارسة نفوذها.
وأغرى النظام السعودي بطولات الدوري في إيطاليا وإسبانيا لتوقيع عقود مربحة لجلب نهائيات الكأس المحلية إلى البلاد.
لكن الجهود المدعومة من صندوق الثروة السيادي للاستحواذ على نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز وحقوق البث لدوري أبطال أوروبا باءت بالفشل حتى الآن.
وبغض النظر عن النتائج، يظل طموحها دون قيود، حيث أن المملكة عازمة على أن تكون في الحلبة لجميع خصائص كرة القدم الرئيسية، وفي قلب تلك الجهود مؤخرًا كان كأس العالم 2030.
ولطالما كانت جماعات حقوق الإنسان معارضة صريحة لتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في المملكة، سيما منذ اتهام البلاد بالتواطؤ في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.
لكن ربما تكون الصعوبة الأكثر إلحاحًا لاستضافة كأس العالم 2030 في السعودية هي الصعوبة الفنية.
وذلك نظرًا لأن قطر ستستضيف أول بطولة كأس العالم للشرق الأوسط الشتاء المقبل، فإن أي عرض سعودي سيتطلب من الهيئة الحاكمة العالمية لكرة القدم، الفيفا، التي تدير البطولة، تغيير سياستها الخاصة بالتناوب القاري من أجل إعادة الحدث إلى المنطقة.