تحقيق أمريكي يحذر من ظهور “قوى غاضبة” في السعودية
حذر تحقيق صحفي أمريكي من ظهور “قوى غاضبة” في السعودية بفعل سياسات ولي العهد محمد بن سلمان القائمة على الاستبداد والقمع من جهة ونشر الإفساد والانحلال من جهة أخرى.
وقالت صحيفة Los Angeles Times الأمريكية، إن النهج الاستبدادي القمعي الذي يسير عليه محمد بن سلمان مثير للقلق، وخطير على النظام داخل المجتمع السعودي، كونه ينطوي على مخاطر ظهور قوى غاضبة لا يمكنه السيطرة عليها.
جاء ذلك في تحقيق نشرته الصحيفة تحت عنوان “الرقص في الداخل، والمعارضة في الخارج؛ هذه هي الطريقة التي يغير بها محمد بن سلمان السعودية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المواطنين السعوديين مستاؤون من سياسات محمد بن سلمان، وأن الإنفاق الهائل على مشاريع الترفيه المبهرجة، تتجاهل مشاكل البنية التحتية الضرورية والعاجلة في المملكة.
وأبرزت الصحيفة أن ولي العهد عمد إلى إلغاء دور النظام الاستشاري الذي كانت يُستخدم داخل عائلة آل سعود المالكة، ويستخدم إجراءات وحشية لقمع أي شخص يعارض سياساته.
ونبهت إلى أن عمليات التحويل الاجتماعي التي تحدث في السعودية تترافق مع قمع سياسي، وحصر للسلطة بيد شخص واحد فقط، هو محمد بن سلمان، وهذا يشبه حكم الديكتاتوريات في مصر وسوريا.
ولفتت إلى تعمد محمد بن سلمان استخدام إجراءات متطرفة لتحييد أي شخص يعارض سياساته أو حتى متحمسًا لها بشكل غير كافٍ، مثل الصحفي السعودي والمقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي، الذي قُتل على يد فريق سعودي في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر 2018.
ونبهت إلى أنه في الصيف الماضي، حُكم على امرأتين سعوديتين بالسجن 34 و45 عامًا، وذلك أساسًا للتعبير عن معارضتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وفقًا لمنظمات حقوقية، التي أشارت إلى أن الحكمين كان الأطول على الإطلاق ضد ناشطين.
وقال مسؤولون سعوديون إن القضايا تتجاوز نشاط وسائل التواصل الاجتماعي لكن لم يخضوا في التفاصيل.
وأوردت الصحيفة أن محمد بن سلمان هو الشخص الوحيد داخل عائلة آل سعود الذي يتمتع بالوقاحة للقيام بتغييرات عميقة في مجتمع المملكة؛ لأن المشاهد التي تظهر في السعودية، لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات قليلة فقط.
وبحسب الصحيفة فإن محمد بن سلمان يعتبر التحرر من الأعراف الاجتماعية؛ جزءً مكملاً ضرورياً لبقائه في السلطة، لذا فإن القمع السياسي في السعودية؛ يصاحبه تغييراً اجتماعياً يتناقض مع قيم المملكة.
وأشارت إلى أن ولي العهد يريد تغيير صورة السعودية؛ من مملكة دينية محافضة، إلى أشبه بـ”مكة الترفيه في المنطقة”، لافتة إلى “الكحول لا تزال محظورة في المملكة، لكن من المتوقع أن يتم السماح بها في 2023”.