بكثير من المبالغة الدعائية وقليل من الأثر على الأرض، انعقدت قمة مجموعة العشرين الطارئة برئاسة المملكة قبل يومين وسط محاولة مكشوفة من نظام آل سعود لاستغلال الحدث سياسيا.
عمل نظام آل سعود على الدعوة لقمة العشرين بدعوى التوحد عالميا في مواجهة جائحة فيروس كورونا، غير أن غاية النظام كانت مخالفة تماما لذلك بحسب ما صدر في البيان الختامي للقمة التي عقدت عبر الانترنت.
ويجمع مراقبون على أن شكل النظام العالمي الجديد لم يعد قائماً على التكتلات، بل على الفردانية، وهو ما شهدناه في أوروبا تحديداً، بعدما حطّم الفيروس أواصر الارتباط القائمة بين دول الاتحاد التي تقوقعت على نفسها لمحاولة النجاة بمفردها.
دعوة نظام آل سعود كانت محاولة لاستغلال جائحة فيروس كورونا لتحسين الصورة، والظهور بمظهر الريادة العالمية، بعد أن دُمرت علاقاتها الخارجية في أعقاب اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي.
واللافت أن دعوة النظام للقمة تمت بالتزامن مع لائحة الاتهام التي أصدرتها النيابة العامة التركية بحق الأشخاص المتورّطين باغتيال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، وكأنها محاولة للتغطية على الأمر، مستعينة كالعادة بسخاء التقديمات المالية، والتي تأتي اليوم تحت عنوان مواجهة كورونا.
كان من المفترض أن يؤدي تفشي الوباء إلى وقف الحروب الدائرة وبينها حرب اليمن، ووضع كل الصراعات السياسية وخلفياتها جانباً، على الأقل إلى حين الوصول إلى علاج أو لقاح لهذا الفيروس الذي “يهدّد الإنسانية”، بحسب تعبير الأمم المتحدة.
غير أن هذا أيضا لم يحدث، بل كانت الجائحة مناسبةً لكثيرين لاستغلال نقاط ضعف الخصوم والانقضاض عليهم، مستفيدين من انشغال الدول بنفسها، وبوضعها الداخلي.
ولعل العنوان الأبرز الذي هيمن على انعقاد قمة العشرين، إعلان أكثر من 220 منظمة مجتمع مدني من جميع أنحاء العالم مقاطعتها القمة احتجاجا على السجل الحقوقي الأسود لنظام آل سعود.
وأعربت المنظمات المقاطعة عن بواعث قلقها بشأن مشاكرة منظمات المجتمع المدني في قمة مجموعة العشرين في المملكة لعام 2020.
وتعهدت المنظمات بعدم المشاركة في قمة هذا العام، والمعروفة باسم مجموعة العشرين للمجتمع المدني أو “C20″، المخصصة لاجتماعات المجتمع المدني داخل مجموعة العشرين.
وقالت المنظمات إنها لن تساعد نظام آل سعود في غسل سجلّه القاتم بالنسبة لحقوق الإنسان عن طريق استضافة فعاليات مجموعة العشرين.