أجمعت تقارير إعلامية متطابقة عن استخدام نظام آل سعود سلاح التهديدات المالية لمحاولة إفشال القمة الإسلامية المصغرة المقررة في كوالالمبور اليوم.
ويرى نظام آل سعود في قمة كوالالمبور تقليصا واضحا لنفوذه وهيمنته على الدول الإسلامية فعمل على ممارسة ضغوط شديدة لتقليص عدد رؤساء الدول المشاركين في القمة.
وضغط النظام على رئيس وزراء باكستان عمران خان ورئيس إندونيسيا جوكو ويدودو، من أجل عدم المشاركة في القمة التي تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة الماليزية مهاتير محمد، فضلاً عن سياسيين ومفكرين يقدر عددهم بـ450 شخصية، من بينهم الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وعشية انعقاد القمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور، على امتداد اليومين المقبلين، ألغى عمران خان مشاركته، وذلك نتيجة ضغوط خليجية، بحسب معلومات “العربي الجديد”، وهي المعطيات التي تناقلتها أيضاً صحف باكستانية عديدة.
وتناقلت عدّة وسائل إعلامية محلّية باكستانية، ومنها تلفزيون “جيو” و”داون” و”ذا نيوز” و”ذا إكسبرس تريبيون”، بياناً صادر عن مكتب رئيس الحكومة الماليزية، يفيد بأنّ الأخير تلقى ليلة أمس اتصالًا هاتفيًا من نظيره الباكستاني، الذي أعرب له عن أسفه لعدم تمكّنه من المشاركة في قمة كوالالمبور.
البيان نفسه نقل عن مهاتير توضيحه ما سمّاه “معلومات مغلوطة” تزعم أنّ القمة تهدف لتكون منصةً تحلّ مكان منظمة المؤتمر الإسلامي، وهو البيان الذي أثار حفيظة السعودية والإمارات والبحرين، وفق مصادر وسائل الإعلام الباكستانية.
وفيما أكدت مصادر أن إلغاء خان مشاركته في القمة جاء نتيجة ضغوط خليجية، بدون أنّ تحدّدها، ذكرت صحيفة “إكسبرس تريبيون” أنّ قرار خان جاء نتيجة “تحفظات السعودية”، إذ زار الأخير المملكة الأحد الماضي، والتقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأكّد له “أنّ المشاركة في القمة لن تكون على حساب السعودية”.
من جهة ثانية، نقلت صحيفة “داون” الصادرة باللغة الإنكليزية عن مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية أنّ خان أبلغ أيضًا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقراره عدم المشاركة في القمة، لافتة إلى أن القرار “كان في البداية ألا يشارك خان في القمة ويحضر مكانه وزير الخارجية شاه محمود قرشي؛ لكن بعد البحث والتريث اتخذ القرار بعدم المشاركة في القمة”.
غير أنّ مشاركة قرشي ممثلًا لباكستان من عدمها، غير واضحة بعد؛ إذ نقلت مصادر إعلامية محلية أخرى أنّ قرشي سيمثل باكستان في القمة بدلًا من خان.
وفي السياق، نقل موقع “ذا نيوز” عن مصادر لم يسمّها، قوله إنّ السعودية عبّرت عن “قلقها البالغ من بيان رئيس الحكومة الماليزية الذي قال إن الدول الإسلامية في كوالالمبور ستشكّل منصة جديدة لاستبدال منظمة التعاون الإسلامي، والتي فشلت في حلّ مشاكل الدول الإسلامية”.
وتابعت أنّ “الإمارات أيضًا عبرت عن قلقها من البيان، وطلبت من باكستان عدم المشاركة في القمة”، وكذلك فعلت البحرين، وفق المصادر نفسها.
وبحسب “ذا نيوز”، فإنّ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، نقل قلقه من مشاركة باكستان إلى قائد القوات الباكستانية الجنرال قمر جواد بجوا في 14 من ديسمبر الحالي، لكن بدون أن تحدّد كيف نقل له هذا القلق.
وكانت المستشارة الخاصة لرئيس الوزراء الباكستاني الدكتورة فردوس عاشق إعوان قد أكدت أمس في تصريح صحافي لها أن أي قرار بهذا الشأن سيكون في إطار مصالح باكستان.
وتشكل الدول الخمسة المشاركة في القمّة، قوة كبرى في العالم، بنحو 350 مليون نسمة عدد إجمالي سكانها، ومساحتها الجغرافية التي تبلغ 3 ملايين كيلومتر مربع ممتدة بين قارتي أوروبا وآسيا، كما تحتل هذه الدول مراكز متقدمة ضمن أكبر 50 دولة من حيث الناتج المحلي، إجمالي الناتج المحلي 1.4 ترليون دولار خلال العام 2018.
وقد قوض نظام آل سعود مكانة المملكة عربيا وإسلاميا بفعل جرائمه وانتهاكاته خاصة في ظل تبنيه نهجا يقوم على التهور والتدخل الإجرامي في عديد البلدان العربية.
وما قد يقع في المملكة ليس شأنا سعوديا فقط، إنما يؤثر على مستوى السياسة الخارجية، بل حتى في الخيارات الداخلية، له انعكاسات على محيطها الجغرافي والثقافي، وعلى السوق العالمية البترولية، ومن ثمة على الاقتصاد العالمي.
الوضع الاعتباري للمملكة باعتبارها حاضنة للأماكن المقدسة للمسلمين، وراعية لها، جعلها دوما محط اهتمام من قِبل المسلمين.