السعودية تستضيف قمة للنساء بينما الناشطات يقبعن خلف القضبان
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الدولية إن المملكة العربية السعودية تستضيف قمة للنساء بينما الناشطات يقبعن خلف القضبان.
وتستضيف المملكة افتراضيا “قمة سيدات دول مجموعة العشرين” ( W20) هذا الاسبوع حيث ستناقش أكثر من عشرين خبيرة في مجال حقوق المرأة يمثّلن منظمات غير ربحية وشركات خاصة ومؤسسات أكاديمية موضوع “اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع”.
وأكدت المنظمة الحقوقية أن الشعار المذكور “يتناقض مع واقع العديد من ناشطات حقوق المرأة السعوديات اليوم”.
وقالت إن استخدام الحكومة السعودية لحقوق المرأة لصرف الانتباه عن الانتهاكات الجسيمة الأخرى موثّق جيدا. التغييرات الأخيرة، بما في ذلك بخصوص الحق في القيادة والسفر دون إذن ولي الأمر، قد تكون مهمة، لكنها لا تُخفي حقيقة أن بعض النساء اللواتي قمن بحملات من أجل هذه التغييرات ما زلن خلف القضبان.
قمة سيدات دول مجموعة العشرين هي مجموعة مشاركة رسمية من “مجموعة العشرين”، تحرص على أن تنعكس الاعتبارات الجندرية في جداول أعمال قادة العالم والتزاماتهم السياسية.
وشددت هيومن رايس ووتش على أنه ينبغي أن تكون المشاركات على دراية بقمع حكومة ولي العهد محمد بن سلمان لناشطات حقوق المرأة.
وأشارت إلى أنه ابتداء من مايو 2018، اعتقلت السلطات الناشطة البارزة لجين الهذلول وعدة ناشطات أخريات وذلك قبل أسابيع فقط من رفع الحظر على القيادة.
والهذلول المعروفة بحملتها ضد حظر القيادة، احتُجزت بمعزل عن العالم الخارجي لمدة ثلاثة أشهر بعد اعتقالها ويقول أقاربها إن السلطات عرضتها للصعق بالصدمات الكهربائية والجلد والتحرش الجنسي أثناء الاحتجاز. واجهت أخريات الإساءات عينها أو ما شابه ذلك لكن أحدا لم يدان.
بينما أُفرِج عن بعض الناشطات منذ ذلك الحين، لا تزال الهذلول وكذلك نسيمة السادة وسمر بدوي ونوف عبد العزيز – اللواتي اعتقلن في وقت لاحق من ذلك العام – رهن الاحتجاز. الناشطات المُفرَج عنهن يواجهن خطر العودة فورا إلى السجن إذا ما تجاوزن الحدود.
علاوة على ذلك، في وقت سابق من هذا العام، لجأت النساء السعوديات إلى تويتر لتسليط الضوء على التمييز المترسخ ضدهن. دعت النساء إلى إلغاء نظام ولاية الرجل ووضع حد للتحرش الجنسي وعدم المساواة في الزواج والطلاق وحضانة الأطفال.
ترؤس مجموعة العشرين – وبالتالي التمتع بامتياز استضافة قمة سيدات دول مجموعة العشرين – علامة غير مستحقة على المكانة الدولية لحكومة محمد بن سلمان. بينما تتعرض النساء الشجاعات للتعذيب بسبب أنشطتهن السلمية، تسعى الحكومة السعودية إلى تأكيد نفسها على المسرح الدولي كقوة “إصلاحية”.
ينبغي للحضور في قمة سيدات دول مجموعة العشرين تأكيد رفضهن الاضطلاع بدور في جهود تلميع صورة السعودية، وعليهن استخدام منصتهن للتحدث نيابة عن حاملات لواء حقوق المرأة السعودية، والدعوة إلى إنهاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة. إذا كنّ ملتزمات حقا بـ “اغتنام الفرص للجميع”، يشمل هذا جميع الناشطات السعوديات وراء القضبان والعديد من ضحايا التمييز اللواتي لم يتم تسميتهن.