قالت مجلة “فورين بوليسي” إن الحكام الديكتاتوريين من مصر إلى السعودية يشعرون بالعصبية وحالة قلق حول ما يمكن أن تمثله إدارة جوزيف بايدن لعلاقاتهم مع الولايات المتحدة.
وأضافت المجلة الأمريكية أن تأكيد بايدن على أهمية الديمقراطية ضرب على وتر حساس ليس للديمقراطيين في أمريكا بل وحول العالم الذين ابتهجوا وشعروا بالراحة من انتصار الديمقراطية في أمريكا.
ورأت أنه بالنسبة للديكتاتوريين الذين يرون الديمقراطية تهديدا، كما في حالة مصر والسعودية فقد أخافهم انتصار بايدن ومن السهل معرفة السبب في حالة قلق لديهم.
وأكدت الكاتبة سارة خورشيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان يمارس أساليب غير ديمقراطية ويخرق حقوق الإنسان سواء كان ترامب أو غيره في البيت الأبيض. والفرق هو أن ترامب منحه الثقة والجرأة لعمل هذا بدون خوف أو شجب أو قلق من واشنطن.
وتابعت خورشيد أن بن سلمان والسيسي يعرفان أن أمريكا لن تتحدى سياساتهما مهما فعلا. ففي أثناء حكم ترامب على مدى السنوات الأربع الماضية وجد دعاة حقوق الإنسان أنفسهم معزولين على الساحة الدولية، وبدا المشهد مختلفا كليا عما كان عليه قبل 2016.
ففي 2018 دعت وزيرة الخارجية الكندية السعودية الإفراج عن المعتقلات والناشطات الحقوقيات، لترد الرياض بطرد السفير الكندي وتعليق الطيران بين البلدين ووقف البعثات التعليمية في الجامعات هناك والطلب من الطلاب السعوديين العودة إلى المملكة ووقف التعاملات التجارية مع هذه الدولة في شمال أمريكا.
وما كان صادما في الرد السعودي والعقوبات هو تردد واشنطن في دعم جارتها وحليفتها القديمة. لكن الجائزة الكبرى جاءت بعد أشهر عندما قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي وقطعت جثته في القنصلية السعودية بإسطنبول.
وأكد تقييم للمخابرات الأمريكية تورط ولي العهد بالجريمة. ورغم الأدلة الغامرة من وكالات الاستخبارات الأمريكية فلم يصدر عن ترامب سوى نقد لطيف وغير مباشر تراجع عنه سريعا. ثم عاد وأكد على أهمية السعودية في الحرب ضد إيران وأن الولايات المتحدة ستواصل التشارك مع المملكة للتأكد من خدمة مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل وبقية الشركاء بالمنطقة.
ولكن الأمر لا يتعلق بالسياسة الخارجية، فالقلق في أوساط الحكام غير الديمقراطيين لا يتعلق بالخلافات بين بايدن وترامب ولكن من تأكيد الرسالة التي تحدث عنها بايدن وهي أن الديمقراطية تنجح. فالمصريون الذين رقصوا بسبب نهاية حكم ترامب يشعرون بالإلهام من الديمقراطية التي تصحح نفسها.
وتابعت خورشيد أنه مهما حاول ترامب استخدام السلطات التي منحها الدستور له لتشريع سياسات مفيدة له، مثل التعجيل بتعيين قاضية في المحكمة العليا قبل الانتخابات، فإن النظام يمنح في النهاية الشعب الأمريكي السلطة لإخراجه من السلطة. وهذا لم يحدث في مصر السيسي.
وأشارت إلى أن أمريكا تتدخل في مصر والسعودية منذ عقود وعبر الدعم العسكري وغير ذلك من النفوذ.
وتابعت: يجب أن يستخدم الدعم كورقة ضغط. وهذه ليست دعوة لبايدن للتنمر على نظرائه في الدول الأخرى بطريقة تؤدي إلى النقد والاتهامات بممارسته إمبريالية أمريكية جديدة. لكن عليه أن يكون صادقا بتعهداته لدعم الديمقراطية والمثل الديمقراطية مثل الدعوة للإفراج عن المعتقلين في مصر والسعودية.
وختمت بضرورة إثبات أهمية الديمقراطية في أمريكا والخارج والتي لم يكن ترامب يلقي لها بالا، ومع رحيله يجب الدفاع عنها مرة أخرى.