باحثة: الرياض زعزعت الأمن في المنطقة وعلقت بين واشنطن وأبو ظبي
قالت الباحثة الأمريكية انيل شيلاين إن الرياض زعزعت الأمن في الشرق الأوسط، وعلقت بين واشطن وأبو ظبي بشأن الحصار على قطر.
وأضافت الباحثة شيلاين، في تقرير بمعهد معهد كوينسي، أنه في عهد محمد بن سلمان، زعزعت المملكة الاستقرار في المنطقة من خلال شن حرب على اليمن، وحصار قطر، واختطاف سعد الحريري؛ لإجباره الاستقالة من رئاسة الوزراء في لبنان، وإسكات المعارضين السعوديين بالقوة في الداخل والخارج.
وأشارت إلى أن ذلك يثير تساؤلا بشأن “استمرار واشنطن من دعم نظام استبدادي عميق يعمل على عكس المصالح الأمريكية من خلال إثارة العنف وزعزعة الاستقرار في المنطقة”.
وشددت على أن العلاقات الأمريكية السعودية بحاجة لضبط، وعلى واشنطن دفع الرياض للمشاركة بشكل مثمر في المنطقة بدلا من التسامح مع سياساتها التي تقوض الاستقرار.
ولفتت إلى أنه على واشنطن الضغط على الرياض لإنهاء الحرب على اليمن، وإنهاء الحصار المفروض على قطر، والمشاركة في تطوير هيكل أمني إقليمي شامل، قائم على احترام سيادة الدول الأخرى وحقوق الإنسان.
وأوضحت أن المطلوب من الولايات المتحدة لتشجيع السعودية على تبني هذه السياسات أن تكون مستعدة لدعم التنويع الاقتصادي السعودي، والاستثمار فيه، ودعم وتطوير الطاقة النووية السعودية.
وشددت على أنه إذا لم تستجب سلطات الرياض لذلك، فالمطلوب من واشنطن إنهاء جميع مبيعات الأسلحة إلى السعودية، والبحث عن شركاء إقليميين آخرين.
وذكرت الباحثة الأمريكية أنه على الرغم من أن الحصار المفروض على قطر يتم بشكل أساسي من السعودية التي تسيطر على الحدود البرية الوحيدة لقطر، وتمنع الطائرات القطرية من اجتياز مجالها الجوي، فإن العداء الإماراتي تجاه قطر يعد عاملا حاسما في استمرار الحصار عليها.
وأضافت أن الحصار جاء في أعقاب التحريض الناجح للإماراتيين والسعوديين للبيت الأبيض في أوائل عام 2017، عندما انقلبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قطر، التي تعد شريكا أمنيا للولايات المتحدة في الخليج العربي، وتستضيف قاعدة العديد الجوية المنشأة العسكرية الأكبر في المنطقة.
وأكدت الباحثة الأمريكية أن قطر تمكنت من البقاء والازدهاء بمساعدة سلطنة عمان والكويت وتركيا، وحافظت على مكانتها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فيما حفزها الحصار في تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي؛ من خلال تقليل الواردات وزيادة الإنتاج الغذائي المحلي.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض بعد دعمه للحصار في البداية، تراجع تدريجيا عن مواقفه، وبحلول أيلول/ سبتمبر 2017، أيد ترامب إنهاء أزمة الخليج.
وأكدت أن الرياض عالقة الآن بين الضغط الأمريكي لإنهاء الحصار من جهة، وضغط أبو ظبي من جهة أخرى لمواصلة ذلك.
وأوضحت أن القيادة السعودية تعتبر الإمارات شريكا أكثر موثوقية من الولايات المتحدة، لاسيما بالنظر إلى احتمالية فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الرئاسة الأمريكية، ولذلك فمن المرجح أن يتبع محمد بن سلمان ما تفضله الإمارات ويواصل الحصار.
وأكدت الباحثة شيلاين على أن الولايات المتحدة بحاجة إلى ممارسة ضغوط قوية، أو تقديم حوافز للسعوديين؛ للتغلب على الهيمنة الإماراتية لإنهاء أزمة الخليج.