تواترت أنباء غير رسمية عن توجه وفد تابع لمليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، إلى المملكة بموجب دعوة رسمية من سلطات نظام آل سعود.
وقالت مصادر مقربة من “قسد” إن “وفداً يضم قياديين عسكريين ومدنيين غادر سورية أمس باتجاه كردستان العراق تمهيداً للسفر إلى المملكة العربية السعودية بهدف لقاء مسؤولين هناك لبحث “أوضاع المنطقة والتهديدات الإيرانية”.
وأوضحت المصادر أن من بين المسافرين ضمن الوفد رئيس مجلس دير الزور المدني التابع لـ”قسد” غسان يوسف، فيما لم تتبين أسماء بقية أعضاء الوفد.
وبينما قالت المصادر إن الوفد توجه إلى كردستان العراق، قالت مصادر أخرى إن الوفد توجه من كردستان إلى الأردن قبل السفر إلى المملكة، لكنها لم تتبين ما إذا كان الوفد سيعقد اجتماعات في الأردن أم أنها مجرد محطة للعبور نحو المملكة.
ويأتي ذلك عقب عدة زيارات أجراها وزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان برفقة قياديين أميركيين للمناطق التي تسيطر عليها “قسد” في شمالي شرقي سوريا.
كما تأتي تلك الزيارة أيضاً في وقت تتعرض فيه “قسد” لهجوم من قبل “الجيش الوطني السوري” والجيش التركي، أسفر مؤخراً عن خسائر كبيرة في صفوفها وتراجعها عن مناطق واسعة.
وكان نظام آل سعود أعلن في أغسطس/آب 2018، عن تقديم 100 مليون دولار لصالح مناطق مليشيات “قسد” المدعومة من التحالف الدولي.
وفي حينه قالت وكالة الأنباء “واس” إن هذا المبلغ هو أكبر مساهمة للمناطق المنتزعة من تنظيم داعش في سوريا، وسوف يوجه لإعادة إحياء المجتمعات في مناطق مثل الرقة، ولتمويل إعمار الأحياء المدمرة والخدمات الصحية والزراعة والكهرباء والمياه والتعليم والمواصلات.
ولم تكد تمر أيام على زيارة مسؤول سعودي إلى منطقة شرقي نهر الفرات السورية، الواقعة تحت سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، حتى عاد الحديث مجدداً عن إدخال الجناح السياسي لهذه القوات إلى جسم المعارضة السورية بدفع سعودي واضح.
تم ذلك في وقت بدأت فيه هذه القوات بإعادة هيكلة مجالس عسكرية تابعة لها في أغلب مناطق سيطرتها، التي يُشكّل العرب السوريون غالبية سكانها.
وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها السبهان منطقة شرقي نهر الفرات، ما يعكس توجهاً سعودياً لدعم “قسد”، التي تعتبرها تركيا “منظمة إرهابية تحاول إنشاء إقليم كردي في شمال شرقي سوريا، وتعمل أنقرة بكل السبل على تقويض هذه المحاولات”.
ويحاول نظام آل سعود توفير غطاء لهذه القوات ودفعها إلى واجهة المشهد السوري، في سياق محاولات السعوديين تحويل مناطق في شرقي نهر الفرات إلى مصدر قلق دائم للجانب التركي في سياق عداء سعودي غير مفهوم لتركيا.
ومن الواضح أن الرياض تدفع باتجاه إدخال المجلس السياسي لقوات “قسد” المعروف اختصاراً بـ”مسد” إلى المعارضة السورية، عبر هيئة التفاوض التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً لها.
ولا تزال المعارضة السورية ترفض أن يكون “مسد” جزءاً منها ومن وفدها المفاوض في جنيف، بسبب اتهامات تطاول ذراعه العسكرية “قسد” بارتكاب جرائم تهجير واسعة النطاق بحق المعارضين لها من عرب وأكراد وتركمان، فضلاً عن اتهامها بمحاولة تشكيل إقليم في شمال شرقي سورية ربما يفضي إلى تجزئة البلاد.
وتعتبر المعارضة السورية “المجلس الوطني الكردي”، المنضوي في الائتلاف الوطني السوري، ممثلاً للأكراد السوريين.