قال يوسي كوهين، رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي للمهام الخاصة (الموساد)، إن الإعلان عن التطبيع بين إسرائيل والسعودية “بات قريباً”.
ونقلت صحيفة “جيروسالم بوست” الإسرائيلية عن “كوهين” في نقاش مغلق، أوضح خلاله أن مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب يتوقف على نتائج الانتخابات الأميركية وهوية المرشح الفائز لكنه يتوقع أن يتم ذلك قريباً.
وأضاف كوهين أن السعوديين سينتظرون حتى إجراء الانتخابات الأميركية التي ستجري قريباً ، مرجحاً أن يعلنوا عن التطبيع مع إسرائيل كـ”هدية” للمرشح الفائز في هذه الانتخابات، في إشارة غير مباشرة إلى الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، الساعي لتجديد ولايته الرئاسية.
واستدركت الصحيفة بالإشارة إلى أنه يستدل من أقوال كوهين أن إقدام السعودية على التطبيع مع إسرائيل يتوقف بشكل أساسي على هوية المرشح الفائز، بحيث أنه في حال فاز ترامب فإنه من المرجح أن تعلن الرياض عن التطبيع فور الإعلان عن فوزه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يفهم من كلام كوهين أنه في حال فاز المرشح الديمقراطي جون بايدن بالانتخابات الأميركية، فإن هذا لا يعني أن السعوديين غير معنيين بالتطبيع مع إسرائيل، لكن توقيت الإعلان عن هذه الخطوة سيكون عندها غير واضح.
وأوضح كوهين أن السعوديين غير معنيين بمنح “الهدية” (التطبيع) لترامب قبل الانتخابات لأنهم غير متأكدين من هوية المرشح الذي سيفوز، وهم غير معنيين بمنح هذا الإنجاز لبايدن قبل التعرف على سياساته، مشيراً إلى أن الرياض لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة في حال فاز بايدن إلا بعد أن تتشكل إدارته وتتولى زمام الأمور.
ولم يستبعد كوهين أن تربط إدارة بايدن بين تطبيع الدول العربية مع إسرائيل والتقدم على مسار المفاوضات الهادفة إلى حل الصراع مع الفلسطينيين، وهو ما يمثل النقيض من النهج الذي تعكف عليه إدارة ترامب التي تحاول ممارسة الضغوط على الفلسطينيين لدفعهم إلى إبداء مرونة في المفاوضات، عبر دفع مسار التطبيع بين إسرائيل والدول العربية قدما، كما قال كوهين.
وحسب الصحيفة، فإن تقديرات كوهين تأخذ بعين الاعتبار حالة انعدام اليقين بشأن السياسة الخارجية الأميركية في حال فاز بايدن.
ويرجح أن إشارة الصحيفة إلى حالة انعدام اليقين في السياسة الخارجية المتوقع في حال فوز بايدن يتعلق باتجاهات موقف إدارته من الرياض، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان على وجه الخصوص، على اعتبار أنه سبق لبايدن اتخاذ مواقف متشددة من بن سلمان بعيد الكشف عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
ويشهد الديوان الملكي السعودي، خلافات حادة بين الملك سلمان وولى عهده ابنه محمد، في ظل الضغوطات الأمريكية المتزايدة على المملكة لدفعها نحو توقيع اتفاق تطبيع جديد مع إسرائيل.
وبينما تشهد المنطقة العربية، دورا أمريكيا في دفع دول عربية كالإمارات ثم البحرين ثم السودان للتطبيع مع إسرائيل، تتطلع الإدارة الأمريكية لـ”مفاجئة” من الدولة التي تمثل “العالم الإسلامي”.
وكشف مصدر أمريكي الذي يشغل باحثا في أحد معاهد الدراسات أن صهر الرئيس ترامب جاويد كوشنر، بحث مع ولى العهد محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للملكة، التطبيع السعودي مع إسرائيل.
لكن ولى العهد أبلغ الضيف الأمريكي، أن الملك سلمان هو من يتحفظ على ملف التطبيع.
وقال المصدر الأمريكي لـ”ويكليكس السعودية” إن الملك سلمان يحاول السير على درب أسلافه من ملوك آل سعود بتمسكه بمبادرة “السلام العربية” بشأن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأضاف أن هذا الأمر دفع ولى العهد “الابن الطائش” للمشاداة الكلامية والحادة مع الأب الملك نحو إتمام اتفاق على غرار الإمارات.
واستدرك إن بن سلمان يرى باتفاق التطبيع المرتقب مع إسرائيل، تعزيزا للنشاطات الاقتصادية والاستخباراتية ضد إيران عدا عن “رسم صورة لحاكم جديد في السعودية”.
وكشف الباحث الأمريكي أن كوشنر الذى خرج من الرياض “دون جواب سعودي رسمي” دفع الرئيس دونالد ترامب للاتصال بعد أيام هاتفيا مع الملك سلمان لحثه نحو اتفاق التطبيع مع إسرائيل.
واستطرد أن الملك سلمان أبلغ ترامب تمسكه بمبادرة “السلام العربية”، وهو أمر أثار غضب ترامب الذي لجأ لمضايقة الملك السعودي بـ”الأزمة الخليجية”.
وخلص المصدر الأمريكي أن الخلافات تشهد أوجها في القصر الملكي فـ”الأب يدفع نحو المصالحة مع قطر هروبا من التطبيع، وأما الابن يفضل خيار التطبيع على المصالحة مع قطر”.