لا يزال التحالف الذي يقوده نظام آل سعود في حربه على اليمن بانتهاك كل شيء على الارض من قتل وسجن وقصف, ولم يسلم الاطفال والمدنيين من هذه الحرب القاسية.
وقد أثار عدم إدراج تحالف آل سعود في “قائمة العار” التابعة للأمم المتحدة لانتهاكات الأطفال انتقادات دولية واسعة.
فقد أدرجت الأمم المتحدة تحالف آل سعود ضمن قائمة أخرى في الملحق للدول التي تعمل بشكل جدي لمنع سقوط الضحايا من الأطفال خلال النزاعات، وذلك على الرغم من أن الأرقام في أرض الواقع تشير إلى ارتفاع في عدد الانتهاكات التي ترتكبها الدول بحق الأطفال في مناطق النزاعات.
ولم تقدم الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة، فرجينيا غامبا، أية أجوبة مقنعة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حول تقريرها الصادر مؤخرا فيما يخص عدم إدراج التحالف السعودي على “قائمة العار”.
وردا على أسئلة للصحافيين في نيويورك حول عدم إدراج التحالف على القائمة، التي ضمت أيضا جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، بل ضمن قائمة الدول التي تقوم بإصلاحات جدية، على الرغم من أن التحالف ارتكب خروقات صارخة وهو ما أكدته منظمات عديدة من ضمنها منظمة “هيومن رايتس ووتش”، قالت غامبا: “نحن لاحظنا انخفاضا فيما يخص انتهاكات بعينها كنا قد أشرنا لها في تقارير سابقة، ونحصل على معلومات مرة كل ثلاثة أشهر وليس فقط مرة في السنة ونرى إذا كان هناك تحسن”.
وفي تعليق له، قال مدير قسم الدفاع عن حقوق الأطفال في منظمة “هيومن رايتس ووتش” جو بيكر في بيان له إن “الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس قام بإدراج دول ومسؤولين عن انتهاكات في مناطق النزاعات دون غيرهم”.
وأضاف أن غوتيريس “برفضه وببساطة تحميل جميع الأطراف التي ترتكب خروقات في مناطق النزاعات ضد الأطفال مسؤوليتها، فإنه يقوض الجهود المبذولة لحماية الأطفال في النزاعات ويتجاهل أدلة الأمم المتحدة نفسها”.
ومن المتوقع أن تشهد جلسة الأمم المتحدة نقاشا حادا حول الموضوع، حيث ستعرض غامبا تقريرها رسميا على مجلس الأمن.
يذكر أن التقرير يضع أفغانستان على قائمة الدول التي شهدت أعلى عدد من الخروقات، حيث قتل 927 طفلا وجرح 2135.
أما سوريا فسجلت سقوط 1854 ضحية بين الأطفال، قتل منهم 1106، وجرح 748.
وأشار التقرير كذلك إلى جرح 2756 طفلا فلسطينيا ومقتل 59 على يد قوات الاحتلال ومستوطنين، يصل عمر أصغرهم إلى 18 شهرا.
وفي اليمن يرصد التقرير تمكنه من التحقق من إصابة 1689 طفلا يمنيا بين قتيل (576) وجريح (1113) خلال عام 2019.
وفيما يخص ليبيا أشار التقرير إلى مقتل ثلاثين طفلا وجرح 44، دون أن يحدد الطرف المسؤول.
وأكد أنه لا يمكن في الوقت الحالي التأكد والتحقيق بشكل مستقل فيما يحدث بسبب الوضع الأمني في ليبيا.
وسبق أن قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في تقرير لمجلس الأمن الدولي، إن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن قتل أو أصاب 729 طفلا خلال 2018، فيما يمثل نحو نصف إجمالي عدد الضحايا من الأطفال.
ولا يفرض التقرير إجراءات ضد الأطراف التي يتم إدراجها في القائمة السوداء، لكنه يفضح أطراف الصراع، على أمل دفعها إلى تنفيذ إجراءات لحماية الأطفال.
ويعد التقرير محل جدال منذ فترة طويلة؛ حيث يقول دبلوماسيون إن كلا من السعودية وإسرائيل مارست ضغوطا في السنوات الأخيرة، في محاولة لعدم إدراجها في القائمة السوداء.