اعترض كبار المستثمرين في جوجل على صفقة استضافة السعودية خدمات الشركة السحابية (خدمة Google Cloud) بالنظر إلى انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة.
وقالت صحيفة New York Post الأمريكية، إن المستثمرين في جوجل يثيرون مخاوف بشأن مركز الحوسبة السحابية في المملكة، ويعتقدون أن شراكة جوجل مع شركة أرامكو السعودية مخاطرة كبيرة قد تؤدي إلى تقديم بيانات حساسة لكبار القتلة في المملكة.
وذكرت الصحيفة أن “السعودية تمتلك سجلاً حافلاً في قمع جميع المعارضة المدنية، والتجسس واختراق المنصات، واستخدام برامج المراقبة الإلكترونية للتجسس على المعارضين، بالإضافة إلى نظام عدالة سيئ السمعة، مما يجعلها دولة غير آمنة لاستضافة خدمات جوجل كلاود”.
وأشارت إلى أن “السلطات السعودية متهمة بالاستخدام التكنولوجيا لقمع المعارضة داخل المملكة، وحتى المعارضين السياسيين الذين يعيشون في الخارج، والسلطات السعودية لن تتوقف عن قتل أي شخص يجرؤ على تحدي حكمها الاستبدادي”.
وسبق أن دعت مؤسسة “سكاي لاين” الدولية، شركة (جوجل) العالمية إلى إلغاء خططها إنشاء منطقة جديدة في سحابة جوجل (خدمة Google Cloud) في المملكة العربية السعودية.
وأعربت “سكاي لاين” التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها عن قلقها بشأن حماية البيانات والخصوصية التي يمكن أن تخلفها خطوة (جوجل).
وخاصة تخزين بيانات مئات التطبيقات مثل Snapchat معلوماتها في الخدمات السحابية التي تقدمها Google على خوادم سعودية.
وقالت إن خطوة (جوجل) ستضع المعلومات الشخصية لملايين المستخدمين تحت سلطة حكومة لها سجل حافل بالقرصنة والتجسس وانتهاك الخصوصية.
وجاء في رسالة المؤسسة الحقوقية إلى شركة (جوجل) إن “هناك مخاوف كبيرة بشأن المدافعين عن حقوق الإنسان من الآثار المترتبة على استخدام مثل هذه التكنولوجيا في بلد لديه مثل هذا السجل السيئ فيما يتعلق بحقوق الإنسان”.
وأكدت أن “وجود منطقة جديدة لسحابة Google في المملكة أمر خطير، ومن الضروري أن تحدد Google بعبارات لا لبس فيها كيف تخطط لحماية البيانات وحقوق الأشخاص من السلطات السعودية”.
وأضافت أن هناك خشية من أن تجد Google وSnap نفسيهما مع قدرة ضئيلة على مقاومة مطالب الحكومة للمستخدمين معلومات شخصية.
في أحدث تقرير أرباح ربع سنوي لها، شاركت Alphabet الشركة الأم لشركة Google بعض التفاصيل حول نمو قسم السحابة لديها.
وأكدت أنها ستقوم ببناء منطقة سحابية في المملكة العربية السعودية.
وقال ساندر بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة Google: “تستمر بنيتنا التحتية العالمية في التوسع لدعم الطلب. قمنا بتكليف ثلاثة كابلات جديدة تحت سطح البحر”.
وأعلن عن مناطق جديدة في كندا واليابان وهولندا والمملكة العربية السعودية، وبذلك يصل إجمالي المناطق التي تم إطلاقها مؤخرًا والقادمة إلى 0″.
ونوهت “سكاي لاين” إلى أنه لا يزال من غير الواضح متى ستنفذ شركة جوجل هذه الخطة.
ومع ذلك في آذار/مارس 2018، وقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارة إلى نيويورك.
مذكرة تفاهم بين شركة أرامكو النفطية الحكومية وجوجل لبدء شراكة تركز على توفير خدمات سحابية للنفط على المستوى الوطني، دون الإعلان عن تفاصيل التعاون.
وفي كانون أول/ديسمبر 2020 أعلنت جوجل وأرامكو عن تعاونهما لفتح خدمة سحابية نظرًا لطلب المملكة العربية السعودية، وهو سوق بقيمة 10 مليارات دولار وفقًا لأرامكو.
وأكدت “سكاي لاين” أن تطوير هذه البنية التحتية على أهميتها يثير أسئلة جدية حول الخصوصية والأمان.
وتساءلت إن كانت شركة جوجل أجرت تقييمًا جادًا للتأثير المحتمل لإيقاع مراكز البيانات هذه في السعودية؟.
وما هي بيانات المستخدم التي يتم الاحتفاظ بها أو معالجتها هناك؟، وهل هناك أي إجراءات أمنية لحماية البيانات؟.
ونبهت إلى أنه نظرًا لانتشار تطبيق Snapchat مع أكثر من 17 مليون مستخدم.
“فإن احتمالية المتطلبات الحكومية للمحتوى أو البيانات الوصفية، وزيادة فرصة التحكم في الخطاب عبر الإنترنت، أمر مثير للقلق بشكل خاص”.
وأكدت على ضرورة مراعاة جوجل السجل السيئ للحكومة السعودية في مجال حقوق الإنسان.
والذي يشمل إسكات النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وكذلك إسكات المرأة والصحفيين وانتهاك الحقوق الأساسية لمواطنيها من خلال القتل والاحتجاز والتعذيب واستخدام برامج التجسس والمراقبة.
وختمت سكاي لاين الدولية رسالتها بدعوة إدارة شركة جوجل إلى الالتزام بمراعاة “مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان”.
ودعت جوجل إلى إعادة النظر في استثماراتها في بلدان ذات سجل حقوقي مقلق مثل السعودية.