غضب في الديوان الملكي لتجاهل مطالب إشراك المملكة بالمفاوضات مع إيران
تسود حالة من الغضب في الديوان الملكي لتجاهل الإدارة الأمريكية مطالبه الرسمية بالمشاركة في المفاوضات الدولية مع إيران.
وعلم “ويكليكس السعودية” عن محاولات سعودية رسمية للتعبير عن غضب الديوان الملكي أمام إدارة الرئيس جو بايدن.
وبحسب المصادر أجرى مسؤولون سعوديون اتصالات هاتفية مع الإدارة الأمريكية التي تجاهلت حالة الغضب السعودية، معتبرة ذلك شأنا دوليا ولا علاقة له بالمملكة.
وأبلغ المسؤولون في إدارة بايدن نظرائهم في الديوان الملكي بالتزام أمريكا بدعم المملكة والحفاظ على أمنها فقط.
وأشارت المصادر إلى أن حالة الغضب السعودية دفعت الديوان الملكي بإجراء محادثات هاتفية مع شخصيات إسرائيلية في محاولة لتشكيل رأي ضاغط على إدارة بايدن.
وقالت الخارجية الأميركية إن واشنطن ستناقش الخطوات الواجب على إيران اتخاذها للعودة للامتثال للاتفاق النووي.
وهونت وزارة الخارجية الأميركية من شأن التوقعات بخصوص المحادثات غير المباشرة، التي ستبدأ اليوم الثلاثاء في فيينا بشأن عودة واشنطن وطهران
إلى الامتثال للاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وقالت إنها تتوقع أن تكون المحادثات صعبة.
وقال نيد برايس المتحدث باسم الوزارة للصحافيين “لا نقلل من حجم التحديات التي تنتظرنا. هذه هي الأيام الأولى. نحن لا نتوقع انفراجة مبكرة أو فورية، حيث نتوقع تماما أن تكون هذه المناقشات صعبة”.
توافق سعودي إسرائيلي
يأتي ذلك فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيران بأنها ستواجه «خطراً جسيماً» إذا ألحقت أذى بإسرائيل، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وجاء تصريح نتنياهو عشية محادثات بين إيران ومجموعة 1+5 (التي تضم بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا) في جنيف، اليوم الثلاثاء، لمناقشة سبل تفعيل الاتفاق النووي الإيراني.
ونتنياهو هو أحد المعارضين الرئيسيين للاتفاق النووي الذي يهدف للحد من قدرة طهران على إنتاج أسلحة نووية
لكن إسرائيل تعتبر أن الاتفاق مكّن إيران من أن تصبح قوة نووية في المستقبل. واتفقت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الرأي مع نتنياهو وانسحبت من الاتفاق عام 2018.
وأكد الموقعون الآخرون على الاتفاق (روسيا والصين وبريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا) أنه يظل أفضل وسيلة للحؤول دون إيران نووية، حتى مع توقف طهران بشكل متزايد عن الامتثال لشروطه.
واشترطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعودة إلى الاتفاق أن تعود إيران إلى تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها فيه
غير أن طهران ترفض ذلك إلا بعد رفع الولايات المتحدة العقوبات التي أعاد ترمب فرضها عقب انسحابه من الاتفاق.
وحتى الآن، يبدو الخلاف بين الجانبين كبيراً، والفجوة آخذة في الاتساع حيث تقول الولايات المتحدة إن هناك فرقا بين “العودة إلى المفاوضات من أجل اتفاق جديد”
و”التفاوض للعودة إلى الاتفاق النووي السابق” مع التركيز في كثير من الأحيان على مفاوضات أكثر شمولاً تعالج كافة القضايا الخلافية.
رد إيران
ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على طلب السعودية المشاركة في المفاوضات بين إيران والدول 4+1 بشأن الاتفاق النووي.
وقال سعيد خطيب زاده: “نأسف لعدم قدرة الرياض على إجراء حوار من دون قوى من خارج المنطقة”
وأشار إلى أن “الرياض لا تزال تنظر إلى عواصم دول من خارج منطقتنا، وأن موقف السعودية إزاء الاتفاق النووي معروف، وأنها قد لعبت دورا مخربا في المفاوضات (عام 2015)”.
وأضاف: “الاتفاق النووي اتفاق مغلق، وننصح السعودية بالعودة إلى الحوار الإقليمي، وستكون أيدينا ممدودة لها في ذلك الحين”.
وتابع زاده: “موقف السعودية من الاتفاق النووي واضح وغير بناء وندعوها للابتعاد عنه”.