الغارديان: فوز السعودية باستضافة كأس العالم هزيمة ساحقة لحقوق العمال
أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية أن فوز السعودية باستضافة كأس العالم هزيمة ساحقة لحقوق العمال المهاجرين بينما ينتقد نشطاء موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على ملف الرياض على الرغم من السجل الإنساني المروع للمملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 30 نوفمبر/تشرين الثاني، أصدرت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقييما متوهجا لملف المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034، حيث أعطتها أعلى درجة مشتركة بين الدول المتقدمة بطلب الاستضافة، وأعلنت أنها تحمل مخاطر “متوسطة” فقط فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
وفي الوقت نفسه، أصدرت الفيفا تقريراً طال انتظاره حول ما إذا كان ينبغي لها تعويض العمال المهاجرين الذين عانوا من انتهاكات عمل شديدة في المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2022 في قطر. وعلى الرغم من توصية من لجنتها الفرعية المعنية بحقوق الإنسان والمسؤولية الاجتماعية بالقيام بذلك، كانت إجابة الفيفا في الواقع، لا مدوية.
وقد أثارت التقارير ردود فعل عنيفة من جانب جماعات حقوق الإنسان، التي وصفت التقرير الأول بأنه ” تبرئة مذهلة ” ووصف التقرير الثاني بأنه “مهين “. وتعكس اللغة المتشددة الإحباط داخل منظمات حقوق الإنسان من أن الفيفا لم تتعلم شيئًا من قطر والاعتقاد بأن الاستغلال الصارخ للعمالة الرخيصة على وشك أن يتكرر.
عندما كشفت صحيفة الجارديان لأول مرة عن الظروف المروعة التي يعاني منها العمال المهاجرون من ذوي الأجور المنخفضة في قطر في عام 2013، أثار ذلك احتجاجًا دوليًا. كان مئات الآلاف من الرجال من بعض أفقر أركان العالم يكافحون في حرارة الصحراء الحارقة لبناء البنية التحتية والملاعب لكأس العالم 2022.
وكشفت شهادات العمال عن قائمة طويلة من الانتهاكات التي واجهوها: مصادرة جوازات السفر، والتأخر في دفع الأجور أو عدم دفعها، وظروف المعيشة اللاإنسانية، ونظام “الكفالة” الذي يعني عدم قدرتهم على تغيير وظائفهم بغض النظر عن كيفية معاملتهم.
لقد مات الآلاف في العقد الذي سبق البطولة. وكان الكثيرون يعتقدون أن ذلك كان شكلاً من أشكال العبودية الحديثة في خدمة كرة القدم. والآن جاء دور السعودية.
في محاولتها لاستضافة كأس العالم، وضعت المملكة خططاً طموحة لبناء 11 ملعباً جديداً – بنت قطر سبعة منها – وتوسعة هائلة للبنية التحتية للنقل وأكثر من 185 ألف غرفة فندقية جديدة، أي أربعة أضعاف عددها الحالي.
والبنية الأساسية لكأس العالم في السعودية سوف يتم بناؤها إلى حد كبير من قبل العمال المهاجرين من جنوب آسيا. وهناك أكثر من 13 مليون أجنبي في البلاد ــ ما لا يقل عن مليونين من بنغلاديش وحدها ــ ومن المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع تزايد أعمال البناء المرتبطة بالبطولة.
ولأكثر من عام، حذرت جماعات حقوق الإنسان من المخاطر التي قد تواجهها، حيث دعت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إلى وقف عملية تقديم العطاءات ما لم يتم وضع إصلاحات ضخمة، قائلة: “سيواجه العمال المهاجرون الاستغلال، وسوف يموت الكثير منهم”.
وقد أثبتت هذه التحذيرات نبوءتها بالفعل. ففي الشهر الماضي، كُشِف النقاب عن تعرض العمال البنجلاديشيين الذين يقومون ببناء أول ملعب جديد مقترح لكأس العالم لانتهاكات خطيرة لحقوقهم العمالية.
فبعد أن وقعوا في فخ ديون التوظيف الضخمة، وحُجِبَت أجورهم الضئيلة لشهور، يكدحون في نوبات عمل تستمر عشر ساعات في حرارة الصيف الحارقة، ثم يعودون كل يوم إلى غرف قذرة مكتظة تشبه زنازين السجون.
وفي وقت سابق من هذا العام، وجد تحقيق أجرته صحيفة الغارديان أن أربعة بنغاليين يموتون في السعودية كل يوم في المتوسط - وهي حصيلة وفيات لم يتم فحصها أو تفسيرها إلى حد كبير.
وتعترف السلطات السعودية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتحسين معاملة العمال المهاجرين، لكنهما يزعمان ــ كما فعلا في قطر ــ أن كأس العالم سوف تعمل كمحفز للتغيير.